الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحس بضيق في صدري مع أني أصلي وأتصدق.. أرشدوني

السؤال

السلام عليكم.

الحمدلله أصلي صلواتي، وأحيانًا أقوم الليل، وأعمل بوظيفة جديدة، وأخرج ما أستطيع من صدقات، ولكني أحس بضيق في صدري، ولاإراديًا أجد نفسي أبكي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك في استشارات إسلام ويب.
نهنئك بما مَنَّ الله تعالى به عليك أولًا -أخي الحبيب- من المحافظة على الصلوات والتنفُّل لله تعالى في صلاة الليل، وهذا من فضل الله تعالى عليك ورحمته بك، ونوصيك بالاستمرار على ما أنت فيه من الخير، وأن تُكثر من شُكر الله تعالى على نعمة التوفيق، فإن كثيرين غيرك حُرموا هذا التوفيق، فإذا تذكّرتَ هذا واستشعرت فضل الله تعالى عليك فإنك ستجد نفسك مسرورةً فرحةً.

حاول دائمًا أن تُذكّر نفسك بفضل الله ورحمته، وبنعمه عليك -الدينية والدنيوية-، فإن تذكُّر النِّعم يبثُّ في النفس الأمل والفرح والسرور.

وخير ما نوصيك به -أيها الحبيب- أن تُلازم ذكر الله تعالى، فإن ذكر الله تعالى سببٌ أكيد في جلب الاطمئنان والسكينة للنفس، وإراحة القلب، فقد قال الله سبحانه وتعالى: {ألا بذكر الله تطمئن القلوب}، وربما وجدت أن الأمر عسير في أوّل الطريق، ولكنّ العلماء يُوصون دائمًا بالصبر والثبات على هذا الطريق والاستمرار فيه، وستجد النتائج -بإذن الله تعالى- بعد شيءٍ من المجاهدة والصبر، فقد قال الله تعالى: {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سُبلنا وإن الله لمع المحسنين}.

وما تجده من ضيقٍ هو نوعٌ من المصائب التي يُقدِّرُها الله تعالى على عباده لتكفير ذنوبهم وسيئاتهم ورفعة درجاتهم، وتعريفهم بحقيقة الدنيا وما فيها من الأكدار والمنغِّصات؛ حتى لا يتعلَّقُ الإنسان بها وينسى الآخرة، فكلُّ ما يُقدّره الله تعالى في هذه الحياة من المنغِّصات والأكدار هي في مصلحة هذا الإنسان، وتترتّب عليها حِكم عظيمة، قد نعلمها أحيانًا ونجهلها في أحيان كثيرة.

فلا تنزعج لهذا كلِّه، واحرص على الأخذ بالأسباب النافعة لك، أسباب السعادة الدينية والدنيوية والأخروية، وستجد -بإذن الله تعالى- الثمار والنتائج عن قريبٍ -بإذن الله-.

كما نوصيك -أيها الحبيب- بالإكثار من مجالسة الصالحين والطيبين، فإن مجالستهم والتواصل معهم مما يُقوي عزيمتك على الخير والطاعة، التواصل معهم يشرح الصدر، ويُنسي الإنسان بعض الأكدار التي تُحيط وتُحيق به عند الانفراد والخلوة.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يشرح صدرك، وأن يوفقك لكل خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً