الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

والدي يعاني من خلل نفسي في تعامله مع الناس

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة، أود استشارتكم في أمر والدي الذي يعاني من خلل نفسي في تعامله مع الناس، فقد تزوج أمي بعد خطبتها بثلاثة أيام فقط، ولم يكن بينهم أي نوع من الحب، سوى العشرة والتعود فقط، وكثيراً ما كانت أمي تتمنع عنه وتنام بجانبي منذ صغري، وعلاقته بوالدته وأخواته مذبذبة، ولا يوجد فيها أي نوع من الحب أيضاً.

المشكلة بدأت حين جاءنا جيران جدد، وهي سيدة وزوجها وبناتها، رأيت والدي يعامل هذه السيدة بحب وإخلاص لم أرهما من قبل، وفي الوقت ذاته كانت شخصية متناقضة، فكان يشتم تلك السيدة ويوبخها ويفضحها أمام الناس إذا قطعت سؤالها عنه، حتى وصل الأمر إلى القطيعة، وما زال يذكرهم بكل سوء أمام الناس، ومقتنع أنهم مخطئون وهو على صواب.

تكررت المأساة ذاتها مع زوجة أخي، فقد بالغ في الاهتمام بها وتفضيلها عليَ في أشياء كثيرة، خاصة أنه كان يعطيها عيدية قدرها 800 جنيه دون أن يعطيني أي مبلغ، وكان يقبلها ويحضنها كلما رآها، ويعاملها كما يعامل الخاطب خطيبته، ويخفض صوته أثناء كلامه معها، ويسأل عنها كل يوم، ويزعل منها إذا لم تعره اهتمامها، ويقول لها: أنها تهتم بالآخرين أكثر منه، ويطلب منها أن تراضيه، وأنا ابنته لا يقدم لي حبه وحنانه أبداً.

كانت نتيجة علاقته بزوجة أخي القطيعة أيضاً كما حدث مع جارتنا سابقاً، لأن زوجة أخي لم تبادله شعوره ذاته، فبدأ يشتمها أمام الناس، ويقاطعها ويقول: إنها لا تستحق أن تكون من العائلة، وأشياء كثيرة حولت حياة أخي وزوجته إلى الجحيم، فما الحل برأيكم؟

أفيدوني جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ amy حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الكريمة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام بأمر والديك والحرص، وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يوفقك، وأن يصلح الأحوال، وأن يؤلف بين والديك، ويحقق لكم كل الآمال.

نشاركك التعجب مما يحصل، ونؤكد قدرتك على التغيير بحول وقوة ربنا القدير، ونتمنى أن تتبعي الخطوات التالية:

1- اللجوء إلى مصرف القلوب -سبحانه وتعالى-.
2- تشجيع الوالدة على القرب من الوالد.
3- رفع مستوى الوالدة في ثقافة الحب والرومانسية.
4- تشجيع الوالدة على التزين للوالد.
5- فهم أسباب نفور الوالدة وتمنعها، هل لأنها لا تنال حقها في الفراش؟ هل لأن الوالد لا يهتم بمظهره ونظافته، أو لأنه يسيء إليها، أو هناك أسباب أخرى؟
6- الاجتهاد في معرفة ما يبحث عنه في الخارج لتوفيره له، فإن كان يبحث عن الاهتمام فأشبعوه من الاهتمام، وهكذا.
7- تطوير أساليب تواصلك مع والدك، وتوفير أرضية مشتركة تؤهلك لمناقشته بصرا حة ووضوح.
8- تجنب إشعاره بأن الوالدة هي الأقرب.
9- تهيئة غرفة نومها، ودفع الوالدة للقرب من الوالد والدخول لحياته، لأن تمنعها من أسباب ما يحصل.
10- نقل المشاعر الإيجابية بين الطرفين، بأن تقولي له: أمي تحبك، وتقولي لها: والدي يحبك، وهذا مما يسعدنا نحن الأبناء والبنات.
11- الاستمرار في التواصل مع الموقع.
12 تشجيع أى خطوة للأمام ولو كانت يسيرة.
13- مشاركة الوالد في اهتماماته وهواياته.
14- الصبر ثم الصبر.
15- عمارة المنزل بالذكر والطاعات ليخرج الشيطان.
16- تقوى الله، والتوكل عليه والاستعانه به.

لقد أسعدتنا استشارتك، ونؤكد أن دورك كبير، ونتشرف بمساعدتك، ونسال الله أن يوفقك ويسددك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً