الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حقيقة الندم وكيفية علاج قسوة القلب

السؤال

السؤال: أحيانا كنت أصاب بفتور إيماني، وأنشغل في حياتي الدنيا بالدراسة وغيرها من الأمور ، فكنت أكسل عن أداء الصلاة ، فأكسل بضعة أيام ثم أعود إليها و أندم أني تركتها ، لكن بنفس الوقت لا أشعر بالحسرة التي يشعر بها التائبون ، بالإضافة يا إخواني الكرام أني أجد التائبين عادة ما يكونون رقاق القلب كما قال أهل العلم ، و تجدهم يبكون لأنهم كانوا يعصون الله ، و نادمون ، و يكثرون من الاستغفار والبكاء لله ، لكن أنا لا أشعر بهذه الأمور أبدا ، فلا أبكي لأني كنت أعصي ولا أشعر بالحسرة لارتكابي المعصية ، بل تجدوني أحيانا أبرر لنفسي أقول فترة عادية شعرت بفتور و تركت الصلاة و خلاص رجعت للصلاة و انتهى، لكن لا أشعر بالحسرة الفعلية وإن كنت عند ما أعود للصلاة أعزم على عدم تركها من جديد نهائياً. فلماذا حالي ليس كحال التائبين ولما لا أشعر بالحسرة والندم على المعصية ، وآخذ الأمر بسهولة تماماً ، مع العلم أني أعلم مدى كبر الذنب الذي ارتكبته ، إلا أني أشعر أن قلبي أصبح قاسياً ، أتذكر عند ما كنت صغيرا بالسن ، كنت أبكي إلى الله كثيرا و أناجيه ، لكن سبحان الله لأني أصبحت الآن شابا وقويا و لدي جسم قوي ، لا أبكي إلى الله ولا أتضرع إليه كما كنت وأنا صغير السن ، وأشعر بقسوة في قلبي ، فما رأيكم و جوابكم و نصيحتكم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد بينا معنى الندم على الذنب وكيفية تحصيله بما تحسن مراجعته في الفتوى رقم: 134518، وليس البكاء على الذنب من لوازم الندم، فإن الندم هو تألم القلب لفعل الذنب وهذا يحصل لكل تائب، وإن كان البكاء من خشية الله وخوف عقابه أمرا حسنا مأمورا به مندوبا إليه، وأما علاج قسوة القلب فإنه يكون بإدامة ذكر الله تعالى والاجتهاد في طاعته ودعائه تعالى أن يلين القلب ويرققه، فإن القلوب بين إصبعين من أصابعه تعالى يقلبها كيف يشاء، والإكثار من ذكر الموت والتفكر في القيامة وأهوالها والجنة والنار وأحوال أهلهما سعادة وشقاوة، والتفكر في مراقبة الله للعبد واطلاعه على جميع أحواله وإحاطته بأقواله وأفعاله، ومجالسة أهل الخشية والخوف من الله تعالى الذين يذكرون العبد بالله ويرغبون في ثوابه ويرهبون من عقابه، والاجتهاد في تعلم العلم النافع وهو العلم بالله وصفاته وأحكامه الشرعية، فإنه كلما زاد علم العبد زادت خشيته لله تعالى، كما قال عز وجل: إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء{فاطر:28}. نسأل الله أن يرزقنا وإياك قلبا خاشعا وتوبة نصوحا.

والله أعلم.


مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني