السؤال
في الحديث: فلا يكونن عريفا، ولا شرطيا، ولا جابيا، ولا خازنا ـ أشكل عليّ لفظ شرطي, فهل الراجح شُرطيا-بضم الشين- أم شًرطيا -بفتح الشين - والمعنى المراد في حالة الفتح؟ وفقكم الله لكل خير، وجزاكم خير الجزاء.
في الحديث: فلا يكونن عريفا، ولا شرطيا، ولا جابيا، ولا خازنا ـ أشكل عليّ لفظ شرطي, فهل الراجح شُرطيا-بضم الشين- أم شًرطيا -بفتح الشين - والمعنى المراد في حالة الفتح؟ وفقكم الله لكل خير، وجزاكم خير الجزاء.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالشُرطي - بضم فسكون - واحد الشرط، وهم: أعوان السلطان ونخبة أصحابه الذين يقدمهم على سائر الجند سموا بذلك لأن لهم علامة يعرفون بها، كما في التيسير وفيض القدير للمناوي.
والمراد بالشرطي في هذا الحديث الشريف خصوص أعوان الظلمة والسلاطين الفجرة، الذين لا يقومون بحق ولا يتنزهون عن باطل، مع ما فيهم من عسف وعدوان، فهؤلاء جديرون بغضب الله تعالى لما يقومون به من إعانة الظلمة والطغاة على ظلمهم فهم أدوات الظالم في ظلم الناس وانتهاك أعراضهم واستباحة أموالهم، وقد جاء في الحديث: سيكون في آخر الزمان شرطة يغدون في غضب الله ويروحون في سخط الله. رواه الطبراني. وصححه الألباني.
وفي صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يوشك إن طالت بك مدة أن ترى قوماً في أيديهم مثل أذناب البقر يغدون في غضب الله ويروحون في سخط الله.
ومما يدل على هذا التخصيص قوله صلى الله عليه وسلم: ليأتين على الناس زمان يكون عليكم أمراء سفهاء، يقدمون شرار الناس ويظهرون بخيارهم ويؤخرون الصلاة عن مواقتيها، فمن أدرك ذلك منكم فلا يكونن عريفا ولا شرطيا ولا جابيا ولا خازنا. رواه أبو يعلى وابن حبان في صحيحه، وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح خلا عبد الرحمن بن مسعود وهو ثقة اهـ. وحسنه الألباني.
فشرطة أمثال هؤلاء السلاطين الذين يعينونهم على ظلمهم وبغيهم هم المخصوصون بالذم، وأما الشرطي الذي يؤدي الحق ولا يظلم الناس ولا يعين على ظلمهم فليس من هؤلاء، وقد سبق لنا بيان أحوال العمل في الشرطة، فراجع الفتويين رقم: 119041، ورقم: 115436.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني