الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الصحيح كراهة إفراد يوم السبت أو الأحد بالصيام

السؤال

هل يجوز صيام يوم السبت أو يوم الأحد منفردًا إن لم يكن من أيام شهر رمضان؟
وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فصوم يوم السبت، أو يوم الأحد منفردين مكروه على الصحيح من قولي أهل العلم، خلافاً لمن ذهب إلى تحريمه.

والدليل على كراهة صوم يوم السبت منفرداً ما رواه أحمد، وأبو داود عن الصماء بنت بسر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: لا تصوموا يوم السبت إلا في فريضة، وإن لم يجد أحدكم إلا عود كرم، أو لحاء شجرة، فليفطر عليه.

وأما كراهة صوم يوم الأحد منفرداً، فلما رواه ابن خزيمة في صحيحه عن أم سلمة -رضي الله عنها- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أكثر ما كان يصوم من الأيام يوم السبت ويوم الأحد كان يقول: إنهما يوم عيدٍ للمشركين وأنا أريد أن أخالفهم. فدل هذا أنه لا بد أن يصام مع يوم الأحد يوم قبله أو يوم بعده إلا إذا وافق يوماً كان يصومه، وممن ذهب إلى كراهته الشافعية والأحناف، ويستظهر من نص الحنابلة أنه يكره صيام كل عيد لليهود والنصارى، أو يوم يفردونه بالتعظيم إلا أن يوافق عادة.

والسبب في أن الجمهور حملوا النهي على الكراهة هو ما استدلوا به من حديث صيام داود -عليه السلام- أنه كان يصوم يوماً ويفطر يوماً. قالوا: دلَّ هذا على أن من صام يوماً وأفطر يوماً لا بد أن يفرد السبت أو الأحد بصوم.

وهذا تخريج قوي وله حظ من النظر. وهذا الحكم أيضاً يندرج تحته صيام يوم الجمعة منفرداً.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني