الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يستعيض عن القضاء بالإطعام مع القدرة عليه

السؤال

زوجتي عليها قضاء صيام مع إطعام مساكين، لكنها قامت بصيام 5 أيام، ثم نوت أن تخرج الطعام مرة واحدة فهل هذا جائز؟ و الله أعلم أنه يجب عليها إخراج إطعام مسكين مع كل يوم من الصيام.
وشكرا

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا كانت زوجتك قد أفطرت لأجل الحيض أو المرض أو السفر فالواجب عليها القضاء فقط ، فإن كانت قد أخرت القضاء حتى جاء رمضان آخر، فالواجب عليها مع القضاء إطعام مسكين مع كل يوم في قول الجمهور لفتوى أبي هريرة وابن عباس بذلك، ولا يعلم لهما مخالف من الصحابة، وكذلك إذا كانت قد أفطرت لأجل الحمل أو الرضاع خوفا على جنينها فعليها القضاء والكفارة، وهي إطعام مسكين عن كل يوم أفطرته، والقدر الواجب في الإطعام هو مد من طعام 750 جراما تقريبا لكل يوم، ولا يجوز لمن وجب عليه القضاء أن يستعيض عنه بالإطعام مع القدرة عليه، ولو فعل فلا يسقط عنه القضاء، بل لا يزال مطالبا به حتى يفعل لقوله تعالى: وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ {البقرة: 185} فمن أطعم ولم يقض مع القدرة على القضاء لم يكن ممتثلا أمر الله، فلا تبرأ ذمته بذلك. فعلى زوجتك أن تقضي ما عليها من أيام، وتطعم مسكينا عن كل يوم إن كان ذلك واجبا عليها على التفصيل الذي ذكرناه. وتأخير الإطعام عن الصيام لا يسقطه، فإن كانت قد صامت ولم تطعم فعليها أن تطعم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني