الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سماع القرآن للترويح عن النفس

السؤال

عندي مشكلة: أنا كنت أسمع القرآن من القارئ ماهر المعيقلي وأنا أحبه كثيرا كثيرا وصوته رائع، ولكن بعد فتره من حبي للقرآن كنت مخنوقا وفي وقت فراغ فتحت الشريط لأستمع له وأنا أحب القرآن جدا، وبعد ما سمعته أحسست أني أسمعه لكي أسلي وقتي مثلما يفعل أي شخص يشغل أغنية يحبها، وكررت هذا الموقف كثيرا.
ما العمل الآن هل أكف عن السماع نهائيا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا لم يكن المسلم مشغتلا بتلاوة القرآن بنفسه فإن في سماعه من الغير خيرا كثيرا ينبغي له ألا يحرم منه نفسه، وأن يحرص على الإكثار منه وخاصة في أوقات فراغه ومن قارئ ندي الصوت ؛ فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يستمع إلى تلاوة من الصحابة كابن مسعود وأبي موسى.. وقال: إني أحب أن أسمعه من غيري. رواه البخاري.

ولا حرج في ترويحه عن نفسه بذلك إذا أصابه ضيق أو حزبه أمر.. فقد كان نبينا صلى الله عليه وسلم يلجأ إلى الطاعة من الذكر والصلاة.. إذا حزبه أمر، ففي مسند الإمام أحمد وغيره عن ابن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا حزبه أمر قال: لا إله الا الله الحليم العظيم، لا إله الا الله رب العرش الكريم، لا إله الا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش الكريم، ثم يدعو. قال الشيخ شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح على شرط مسلم.

وعن حذيفة قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر صلى. رواه أبو داود وحسنه الألباني.

ولهذا فنحن ننصحك بكثرة تلاوة القرآن وكثرة سماعه، وبغير ذلك من الطاعات، وخاصة في أوقات الفراغ .. ففيه جلاء الأحزان وذهاب الهموم..

نسأل الله تعالى أن يجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا، ونور صدورنا وجلاء أحزاننا، وذهاب همومنا وقائدنا إلى جنته ودار كرامته .

وللمزيد انظر الفتوى رقم: 26180.

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني