الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما يفعل بالمصاحف التي لا يمكن الاستفادة منها

السؤال

أنا لدى أطفال يحفظون القرآن، ودائما يختارون المصاحف الكبيرة، وبالطبع لا يقدرون على حملها بيسر، فيتقطع الغلاف ثم بعض الأوراق وأحاول تصليحها ولصقها دون جدوى، ويتركونها ويحفظون في غيرها، وأصبح عندي أكثر من مصحف مقطع كبير وصغير. وسؤالي: ماذا أفعل بهذه المصاحف حيث إنني أرى أنها لا تفيد أحدا إذا وضعتها بالمسجد. والسؤل الثاني: هل على وزر؟ وإذا كان فما هي الكفارة الواجبة علي؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن احترام المصاحف من تعظيم شعائر الله تعالى، ويتعين الحرص على المحافظة عليها قدر المستطاع.

والصبي المميز الذي يريد التعلم يجوز أن يمس المصحف ويتعلم فيه، ويتعين أن يحض على الحفاظ على المصحف واحترامه، والأولى أن يكون متطهرا، وإن لم يفعل فلا حرج في مسه المصحف للتعلم على ما رجحه الإمام النووي كما بينا في الفتوى رقم: 42681.

وإذا كان الولد لا يستطيع حمل المصحف الكبير الحجم أولا يستطيع الحفاظ عليه من التلف، فيتعين أن يقنع بأخذ الجزء أو المصحف الصغير الحجم، ولا يسوغ أن يقر على أخذ المصحف الكبير إذا خشي حصول تلفه بسبب ذلك.

وأما إن لم تمكنه من القراءة إلا في مصحف كبير فيسمح له به، ولا أثر في ذلك لأن المصلحة المرجوة من تعلمه أعظم من المفسدة المحتملة بضياع المصحف.

وأما إذا حصل ضياع المصاحف فعلا فما كان منها صالحا للقراءة فيه ويمكن الانتفاع به فالأولى إعطاؤه لمن ينتفع به، أو جعله في مسجد أو مكتبة عامة ليأخذه من يريد الانتفاع به.

وإذا لم تكن الاستفادة منها ممكنة فيتعين تفادي امتهانها بإحراقها، أو دفنها في مكان محترم والتكفير عما حصل إن كان قد حصل يتم بالتوبة والإكثار من العمل الصالح، فقد قال الله تعالى: فَمَن تَابَ مِن بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيم {المائدة:39} وقال تعالى: وَإِذَا جَاءكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَن عَمِلَ مِنكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِن بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ {الأنعام:54}

وراجعي الفتاوى التالية أرقامها: 113116، 57537، 22913، 50107.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني