الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يلزم تعيين النية في قضاء الصوم

السؤال

عليّ قضاء أيام لأكثر من رمضان ـ أي هناك أكثر من رمضان يجب علي أن أقضي أياما منه ـ ولكنني تأخرت في ذلك وتراكم علي القضاء وسأقضي مع الكفارة، وإن شاء الله لن أكرر هذا التأخر في القضاء، ولكن سؤالي لمن الأولوية في القضاء؟ أي هل يجب أن أبدأ أولاً بقضاء الأيام التي من أقدم رمضان، ومن ثم رمضان الذي يليه وهكذا؟ أم أنه لا ضير إن لم أبدأ بالترتيب؟.
وهل يجوز لي بعد انتهاء رمضان القادم أن أبدأ ـ أولاً ـ في قضاء الأيام التي سأفطرها ـ بعذري الشرعي؟ لكون تلك الأيام التي من رمضانات سابقة قد تم التأخر في قضائها لمدة طويلة، ولا يهم إن تأخرت أياماً أخرى لقضاء الأيام التي من أقرب رمضان ـ رمضان القادم؟ وأيضاً لكونني أريد بقضائي لرمضان القادم أن أتم صيامي للشهر وأتبع صيامي بالست من شوال تطبيقاً لحديث الرسول صلى الله عليه، وكما أنني لن أستطتيع ذلك إن قضيت ما علي من رمضانات سابقة، لأنني إن قضيتها لن يبقى شيء من شهر شوال.
أفتوني في أمري، وأرجو أن لا تتأخروا في الإجابة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد أوضحنا في الفتوى رقم: 127842، أن من كان عليه قضاء من رمضانين أو أكثر لم يلزمه تعيين النية لليوم المقضي، لكون الصوم من جنس واحد، وبه تعلمين أن المستقر في ذمتك عدد معين من الأيام، وهي التي أفطرتها ولم تقضيها، فإذا انقضى رمضان الحالي وكنت أفطرت فيه بعض الأيام، فإنك تجمعينها مع ما قبلها وتقضين مجموع هذه الأيام وجوبا قبل أن يدخل عليك رمضان التالي، ولا يلزمك تعيين النية عن اليوم الذي تقضينه ـ كما مر ـ بل المقصود هو أن تقضي جميع تلك الأيام مع إخراج الفدية ـ وهي إطعام مسكين عن كل يوم أخرت قضاءه بلا عذر.

وأما صومك الست من شوال قبل القضاء: فهو جائز على ما رجحناه في الفتوى رقم: 56492، فإن اشتغلت بالقضاء في شوال فقد ذهب كثير من العلماء إلى أن قضاء الست من شوال مشروع، وقد أوضحنا ذلك في الفتوى رقم: 128791.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني