الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يجوز الانتقال إلى الإطعام في قضاء رمضان لمن يقدر على الصيام

السؤال

أريد الاستفتاء عن حكم الصيام.
أعرف شابا مغتربا للدراسة وقد أفطر رمضان كله بسبب عملية وبقائه في المستشفى، وسافر للخارج للدراسة ولم يصم أي يوم من أيام فطره، ويقول بأنه لا يستطيع القضاء بسبب دراسته وعمله، فهو يكون خارج المنزل طوال اليوم من جامعة وعمل حتى آخر الليل.
فهل يجوز إخراج صدقة عن تلك الأيام بإطعام مسكين عن كل يوم؟
وكم مقدار الصدقة لأنه لا يعرف كيفية إخراجها (بالريال) أو مقدارها لأنه لم يسبق أن واجهتنا مثل هذه الأمور؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالواجب على هذا الشاب أن يقضي جميع ما أفطره من الأيام بسبب المرض لقوله تعالى: أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ. {البقرة:184}، ولا يجوز له الانتقال إلى الإطعام ما دام يقدر على القضاء، والواجب عليه أن يقضي ما لزمه من الأيام قبل دخول رمضان التالي، ويمكنه أن يجعل القضاء في أيام إجازاته ولو في أيام الجمع إن كان يشق عليه الصوم في غيرها.

قال الشيخ ابن باز: لو كان عليه قضاء من رمضان ولا يتسنى له فراغ إلا يوم الجمعة فإنه لا حرج عليه أن يفرده؛ وذلك لأنه يوم فراغه. انتهى.

وكذا لو أخر القضاء إلى إجازته الصيفية فلا حرج عليه في ذلك ما دام سيقضي ما عليه قبل دخول رمضان التالي. وأما تأخيره إلى ما بعد رمضان التالي من غير عذر فلا يجوز. فإن كان معذورا بتأخير القضاء بمرض أو سفر أو عمل يشق معه الصوم ولا بد له منه فلا حرج عليه حينئذ في تأخير القضاء وليقض متى استطاع لقوله تعالى: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ. {التغابن:16}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني