الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تقضين ما أفطرته بحيث لا تتضررين حتى يغلب على ظنك براءة ذمتك

السؤال

الشيوخ الأفاضل: منذ أن بلغت لم أقم بصيام رمضان كما يجب ولا أعلم إن كنت قد صمت عدة أيام أو صمته بالكامل, اختلطت علي الأمور, وقد تراكمت علي السنوات ولم أقم بالقضاء حتى أصبحت 6 سنوات تقريبا, إلا أنني أظن أنني صمت سنة من تلك السنوات، وهي رمضان سنة 2010، ولكنني لست متأكدة, وجاء رمضان 2011، ولم أقم بتعويض تلك السنوات حتى أيام الدورة الشهرية لم أقم بصيامها, ورمضان 2011 ليس محسوبا ضمن تلك السنوات التي مضت، لأنني قمت بصيامه, لكنني لم أقم بصيام أيام الدورة الشهرية ولا أعلم ما أفعل, أخاف أن يأتي رمضان 2012 دون أن أكون قد قضيت ما علي, إنني في هم وغم كبير, أجيبوني بارك الله فيكم وأثابكم، كما أنني لا أملك شيئا أطعم به مسكينا, لا أملك سوى 9 دنانير حاليا, كما أنني طالبة لا أعمل، فهل يجب علي صيام السنوات الفائتة؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كنت تعمدت الفطر في رمضان بعد بلوغك فقد ارتكبت إثما عظيما وجرما جسيما هو من كبائر الذنوب، وانظري الفتوى رقم: 111650.

وعليك أن تتوبي إلى الله توبة نصوحا وأن تقضي جميع ما أفطرته من الأيام، فإن لم تعلمي عددها بيقين فاعملي بالتحري واقضي ما يحصل لك معه اليقين أو غلبة الظن ببراءة ذمتك، ويجب عليك المبادرة بقضاء ما تعمدت فطره من الأيام، قال في أسنى المطالب: من تعدى بالفطر يلزمه القضاء على الفور على الأصح. انتهى.

إلا أن تتضرري فلك أن تؤخري القضاء بحيث لا يحصل لك ضرر، هذا كله إن كنت تعمدت الفطر.

وأما إن كان قصدك بكونك لم تصومي كما يجب أنك ارتكبت ما يفطر جاهلة بالحكم فلا قضاء عليك في هذه الحال عند كثير من أهل العلم، وانظري الفتوى رقم: 127842.

وأما الفدية: فيجب عليك أن تطعمي عن كل يوم أخرت قضاءه إلى ما بعد رمضان مسكينا، إلا أن تكوني جاهلة بحرمة التأخير فلا يلزمك شيء، وانظري الفتوى رقم: 123312.

وإن عجزت عن إخراج الفدية فهي باقية في ذمتك حتى تحصل لك القدرة، لأن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني