الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حالة جواز العدول عن قضاء الصيام إلى الإطعام

السؤال

تراكم علي 52 يوما من الصيام منذ أربع سنوات حتى الآن، لأنني أنجبت ثلاثة أطفال في سنوات متقاربة وكان شهر رمضان يتخلل فترات النفاس, والآن عندي مرض السكر وأنيميا وأقوم بمجهود كبير لرعاية أطفالي الستة ـ أصغرهم عمره سنة ونصف بفضل الله ـ وقد صمت 12 يوما بمشقة وبقي علي 40 يوما، فهل يجوز لي أن أدفع فدية عن هذه الأيام؟ وما هي قيمتها؟ ولسعادتكم جزيل الشكر.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فإن كان مرضك يرجى برؤه لم يجز لك الانتقال من القضاء إلى الإطعام، ويمكنك القضاء على فترات مختلفة حتى لا يشق عليك, وقضاء رمضان لا يلزم فيه التتابع, وإن كان مرضك لا يرجى برؤه ويشق عليك الصيام معه مشقة غير محتملة، فإنه يجوز لك أن تعدلي عن القضاء إلى الإطعام فتطعمين عن كل يوم مسكينا, ولا يعدل عن القضاء إلى الإطعام إلا المريض الذي لا يرجى برؤه، كما قال تعالى: وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ {البقرة:184}.

والقدر الواجب في الإطعام هو مد من طعام عند الشافعية والمالكية، وعند الحنابلة أن الواجب مد من قمح، أو نصف صاع من غيره، وهذا أحوط، والمد مقداره 750 جراما تقريبا من الأرز، ونصف الصاع مقداره كيلو ونصف تقريبا، وقد فصلنا ما ذكرناه لك من الأحكام في فتاوى كثيرة، وانظري منها الفتويين رقم: 28409, ورقم: 112529.

والمرجع في تحديد المرض هل هو مما يرجى برؤه أم لا؟ راجع إلى الطبيب الثقة, وليس ما ذكرته من مجرد القيام على رعاية الأطفال عذرا يبيح الانتقال من القضاء إلى الإطعام, وكذا المشقة المحتملة لا تبيح ذلك, وانظري الفتوى رقم: 99343، عن أحكام مريض السكري من حيث الصيام والإفطار, ونسأل الله لك الشفاء.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني