قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=45ونادى نوح ربه فقال رب إن ابني من أهلي وإن وعدك الحق وأنت أحكم الحاكمين nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=46قال يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح فلا تسألني ما ليس لك به علم إني أعظك أن تكون من الجاهلين nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=47قال رب إني أعوذ بك أن أسألك ما ليس لي به علم وإلا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين
فيه خمس مسائل : الأولى :
nindex.php?page=treesubj&link=28982قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=45ونادى نوح ربه أي دعاه .
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=45فقال رب إن ابني من أهلي أي من أهلي الذين وعدتهم أن تنجيهم من الغرق ; ففي الكلام حذف .
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=45وإن وعدك الحق يعني الصدق . وقال علماؤنا : وإنما سأل
نوح ربه ابنه لقوله : " وأهلك " وترك قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=40إلا من سبق عليه القول فلما كان عنده من أهله قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=45رب إن ابني من أهلي يدل على ذلك قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=42ولا تكن من الكافرين أي لا تكن ممن لست منهم ; لأنه كان عنده مؤمنا في ظنه ، ولم يك
نوح يقول لربه :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=45إن ابني من أهلي إلا وذلك عنده كذلك ; إذ محال أن يسأل هلاك الكفار ،
[ ص: 42 ] ثم يسأل في إنجاء بعضهم ; وكان ابنه يسر الكفر ويظهر الإيمان ; فأخبر الله تعالى
نوحا بما هو منفرد به من علم الغيوب ; أي علمت من حال ابنك ما لم تعلمه أنت . وقال
الحسن : كان منافقا ; ولذلك استحل
نوح أن يناديه . وعنه أيضا : كان ابن امرأته ; دليله قراءة
علي " ونادى نوح ابنها " .
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=45وأنت أحكم الحاكمين ابتداء وخبر . أي حكمت على قوم بالنجاة ، وعلى قوم بالغرق .
الثانية :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=46قال يانوح إنه ليس من أهلك أي ليس من أهلك الذين وعدتهم أن أنجيهم ; قاله
سعيد بن جبير . وقال الجمهور : ليس من أهل دينك ولا ولايتك ; فهو على حذف مضاف ; وهذا يدل على أن حكم الاتفاق في الدين أقوى من حكم النسب .
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=46إنه عمل غير صالح قرأ
ابن عباس وعروة وعكرمة ويعقوب nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي " إنه عمل غير صالح " أي من الكفر والتكذيب ; واختاره
أبو عبيد . وقرأ الباقون " عمل " أي ابنك ذو عمل غير صالح فحذف المضاف ; قاله
الزجاج وغيره . قال :
ترتع ما رتعت حتى إذا ادكرت فإنما هي إقبال وإدبار
أي ذات إقبال وإدبار . وهذا القول والذي قبله يرجع إلى معنى واحد . ويجوز أن تكون الهاء للسؤال ; أي إن سؤالك إياي أن أنجيه عمل غير صالح . قال
قتادة . وقال
الحسن : معنى " عمل غير صالح " أنه ولد على فراشه ولم يكن ابنه . وكان لغير رشدة ، وقاله أيضا
مجاهد . قال
قتادة سألت
الحسن عنه فقال : والله ما كان ابنه ; قلت إن الله أخبر عن
نوح أنه قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=45إن ابني من أهلي فقال : لم يقل مني ، وهذه إشارة إلى أنه كان ابن امرأته من زوج آخر ; فقلت له : إن الله حكى عنه أنه قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=45إن ابني من أهلي nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=42ونادى نوح ابنه ولا يختلف أهل الكتابين أنه ابنه ; فقال
الحسن : ومن يأخذ دينه عن
أهل الكتاب ! إنهم يكذبون . وقرأ : " فخانتاهما " . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج : ناداه وهو يحسب أنه ابنه ، وكان ولد على فراشه ، وكانت امرأته خانته فيه ، ولهذا قال : " فخانتاهما " . وقال
ابن عباس : ( ما بغت امرأة نبي قط ) ، وأنه كان ابنه لصلبه . وكذلك قال
الضحاك وعكرمة nindex.php?page=showalam&ids=15992وسعيد بن جبير nindex.php?page=showalam&ids=17188وميمون بن مهران وغيرهم ، وأنه كان ابنه لصلبه . وقيل
nindex.php?page=showalam&ids=15992لسعيد بن جبير يقول
نوح :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=45إن ابني من أهلي أكان من أهله ؟ أكان ابنه ؟ فسبح الله طويلا ثم قال : ( لا إله إلا الله ! يحدث الله
محمدا - صلى الله عليه وسلم - أنه ابنه ، وتقول إنه ليس ابنه ! نعم كان ابنه ; ولكن كان مخالفا في النية والعمل والدين ، ولهذا قال الله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=46إنه ليس من أهلك ) ; وهذا هو الصحيح في الباب إن شاء الله تعالى لجلالة من قال به ، وإن قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=46إنه ليس من أهلك [ ص: 43 ] ليس مما ينفي عنه أنه ابنه . وقوله : " فخانتاهما " يعني في الدين لا في الفراش ، وذلك أن هذه كانت تخبر الناس أنه مجنون ، وذلك أنها قالت له : أما ينصرك ربك ؟ فقال لها : نعم . قالت : فمتى ؟ قال : إذا فار التنور ; فخرجت تقول لقومها : يا قوم والله إنه لمجنون ، يزعم أنه لا ينصره ربه إلا أن يفور هذا التنور ، فهذه خيانتها . وخيانة الأخرى أنها كانت تدل على الأضياف على ما سيأتي إن شاء الله . والله أعلم . وقيل : الولد قد يسمى عملا كما يسمى كسبا ، كما في الخبر (
nindex.php?page=hadith&LINKID=835235أولادكم من كسبكم ) . ذكره
القشيري .
الثالثة : في هذه الآية تسلية للخلق في فساد أبنائهم وإن كانوا صالحين . وروي أن
ابن مالك بن أنس نزل من فوق ومعه حمام قد غطاه ، قال : فعلم
مالك أنه قد فهمه الناس ; فقال
مالك : الأدب أدب الله لا أدب الآباء والأمهات ، والخير خير الله لا خير الآباء والأمهات . وفيها أيضا دليل على أن الابن من الأهل لغة وشرعا ، ومن أهل البيت ; فمن وصى لأهله دخل في ذلك ابنه ، ومن تضمنه منزله ، وهو في عياله . وقال تعالى في آية أخرى :
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=75ولقد نادانا نوح فلنعم المجيبون nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=76ونجيناه وأهله من الكرب العظيم فسمى جميع من ضمه منزله من أهله .
الرابعة : ودلت الآية على قول
الحسن ومجاهد وغيرهما : أن
nindex.php?page=treesubj&link=14343الولد للفراش ; ولذلك قال
نوح ما قال آخذا بظاهر الفراش . وقد روى
سفيان بن عيينة عن
nindex.php?page=showalam&ids=16666عمرو بن دينار أنه سمع
nindex.php?page=showalam&ids=16531عبيد بن عمير يقول : نرى رسول الله - صلى عليه وسلم - إنما قضى بالولد للفراش من أجل ابن
نوح - عليه السلام - ; ذكره
أبو عمر في كتاب " التمهيد " . وفي الحديث الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=835236الولد للفراش وللعاهر الحجر يريد الخيبة . وقيل : الرجم بالحجارة . وقرأ
عروة بن الزبير . " ونادى نوح ابنها " يريد ابن امرأته ، وهي تفسير القراءة المتقدمة عنه ، وعن
علي - رضي الله عنه - وهي حجة
للحسن ومجاهد ; إلا أنها قراءة شاذة ، فلا نترك المتفق عليها لها . والله أعلم .
الخامسة :
nindex.php?page=treesubj&link=28982قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=46إني أعظك أن تكون من الجاهلين أي أنهاك عن هذا
[ ص: 44 ] السؤال ، وأحذرك لئلا تكون ، أو كراهية أن تكون من الجاهلين ; أي الآثمين . ومنه قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=17يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا أي يحذركم الله وينهاكم . وقيل : المعنى أرفعك أن تكون من الجاهلين . قال
nindex.php?page=showalam&ids=12815ابن العربي : وهذه زيادة من الله وموعظة يرفع بها
نوحا عن مقام الجاهلين ، ويعليه بها إلى مقام العلماء والعارفين ; ف " قال "
نوح :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=47رب إني أعوذ بك أن أسألك ما ليس لي به علم الآية ، وهذه ذنوب الأنبياء - عليهم السلام - فشكر الله تذلله وتواضعه .
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=47وإلا تغفر لي : ما فرط من السؤال .
" وترحمني " أي بالتوبة .
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=47أكن من الخاسرين أي أعمالا . فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=48يا نوح اهبط بسلام منا .