القول في تأويل قوله : ( " 87 رضوا بأن يكونوا مع الخوالف وطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون ( 87 ) )
قال أبو جعفر : يقول - تعالى ذكره - : رضي هؤلاء المنافقون - الذين إذا قيل لهم : آمنوا بالله وجاهدوا مع رسوله ، استأذنك أهل الغنى منهم في التخلف عن الغزو والخروج معك لقتال أعداء الله من المشركين - أن يكونوا في منازلهم ، [ ص: 413 ] كالنساء اللواتي ليس عليهن فرض الجهاد ، فهن قعود في منازلهن وبيوتهن ( وطبع على قلوبهم ) يقول : وختم الله على قلوب هؤلاء المنافقين ( فهم لا يفقهون ) عن الله مواعظه ، فيتعظون بها .
وقد بينا معنى " الطبع " وكيف الختم على القلوب ، فيما مضى بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع .
وبنحو الذي قلنا في معنى " الخوالف " قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
17064 - حدثني المثنى قال : حدثنا عبد الله بن صالح قال : حدثني معاوية عن علي عن ابن عباس قوله : ( رضوا بأن يكونوا مع الخوالف ) قال : " الخوالف " هن النساء .
17065 - حدثني محمد بن سعد قال : حدثني أبي قال : حدثني عمي قال : حدثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس : ( رضوا بأن يكونوا مع الخوالف ) يعني : النساء .
17066 - حدثنا ابن وكيع قال : حدثنا حبويه أبو يزيد عن يعقوب القمي عن حفص بن حميد عن شمر بن عطية : ( رضوا بأن يكونوا مع الخوالف ) قال : النساء .
17067 - . . . . . . قال : حدثنا المحاربي عن جويبر عن الضحاك : ( مع الخوالف ) قال : مع النساء .
17068 - حدثنا بشر قال : حدثنا يزيد قال : حدثنا سعيد عن قتادة [ ص: 414 ] قوله : ( رضوا بأن يكونوا مع الخوالف ) أي : مع النساء .
17069 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال : حدثنا محمد بن ثور ، عن معمر عن قتادة والحسن : ( رضوا بأن يكونوا مع الخوالف ) قالا : النساء .
17070 - حدثني المثنى قال : حدثنا أبو حذيفة قال : حدثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد مثله .
17071 - حدثنا القاسم قال : حدثنا الحسين قال : حدثني حجاج عن عن ابن جريج مجاهد مثله .
17072 - حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد في قوله : ( رضوا بأن يكونوا مع الخوالف ) قال : مع النساء .