[ ص: 160 ] أحمد بن صالح ( خ ، د )
الإمام الكبير ، حافظ زمانه بالديار المصرية أبو جعفر المصري ، المعروف بابن الطبري . كان أبوه جنديا من آمل طبرستان .
وكان أبو جعفر رأسا في هذا الشأن ، قل أن ترى العيون مثله ، مع الثقة والبراعة .
ولد بمصر سنة سبعين ومائة ضبطه ابن يونس . حدث عن : ابن وهب فأكثر ، وعن سفيان بن عيينة ، ارتحل إليه ، وحج ، وسار إلى اليمن ، فأكثر عن عبد الرزاق . وروى أيضا عن : ابن أبي فديك ، وعنبسة بن خالد الأيلي ، وحرمي بن عمارة ، وأسد بن موسى ، وعبد الملك بن عبد الرحمن الذماري ، ويحيى بن حسان ، ويحيى بن محمد الجاري ، وأبي نعيم ، وعفان ، وسلامة بن روح ، وخلق سواهم .
حدث عنه : ، البخاري وأبو داود ، ، وأبو زرعة الرازي ومحمد بن يحيى ، وموسى بن سهل الرملي ، ، وهو أكبر [ ص: 161 ] منه ، ومحمد بن المثنى الزمن ، وهو من طبقته ، ومحمود بن غيلان ، ومات قبله بزمان ، ومحمد بن عبد الله بن نمير وأبو إسماعيل الترمذي ، وأبو الأحوص محمد بن الهيثم ، ويعقوب الفسوي ، وإسماعيل سمويه ، وصالح بن محمد جزرة ، ، وعثمان بن سعيد الدارمي ، وأبو زرعة الدمشقي وعلي بن الحسين بن الجنيد ، وعبيد بن رجال ، وأحمد بن محمد بن نافع الطحان ، وخلق كثير ، آخرهم وفاة ، وقد سمع منه أبو بكر بن أبي داود ، ولم يحدث عنه ، وقع بينهما ، وآذاه النسائي ، فآذى أحمد بن صالح نفسه بوقوعه في النسائي أحمد .
روى علي بن عبد الرحمن بن المغيرة ، عن ، سمعت محمد بن عبد الله بن نمير أبا نعيم يقول : ما قدم علينا أحد أعلم بحديث أهل الحجاز من هذا الفتى ، يريد . أحمد بن صالح
وقال الحافظ ابن عدي : سمعت أحمد بن عاصم الأقرع بمصر ، سمعت أبا زرعة الدمشقي يقول : قدمت العراق ، فسألني : من خلفت أحمد بن حنبل بمصر ؟ قلت : ، فسر بذكره ، وذكر خيرا ، ودعا الله له . أحمد بن صالح
محمد بن حمدون بن خالد النيسابوري : سمعت أبا الحسن علي بن محمود الهروي يقول : قلت : من أعرف الناس بأحاديث [ ص: 162 ] لأحمد بن حنبل ابن شهاب ؟ قال : ، أحمد بن صالح ومحمد بن يحيى النيسابوري .
وقال عبد الله بن إسحاق النهاوندي الحافظ : سمعت يعقوب بن سفيان يقول : كتبت عن ألف شيخ وكسر ، كلهم ثقات ، ما أحد أتخذه عند الله حجة ، إلا رجلين : أحمد بن صالح بمصر ، وأحمد بن حنبل بالعراق .
قلت : في صحة هذا نظر ، فإن يعقوب ما كتب عن ألف شيخ ولا شطر ذلك . وهذه مشيخته موجودة في مجلد لطيف ، وشتان ما بين الأحمدين في سعة الرحلة ، وكثرة المشايخ ، والجلالة والفضل .
قال : البخاري ثقة صدوق ، ما رأيت أحدا يتكلم فيه بحجة ، وكان أحمد بن صالح أحمد بن حنبل وعلي وابن نمير وغيرهم يثنون على . كان أحمد بن صالح علي يقول : سلوا أحمد ، فإنه أثبت .
خلف الخيام : سمعت صالح بن محمد ، يقول : قال : كان عند أحمد بن صالح ابن وهب مائة ألف حديث ، كتبت عنه خمسين ألفا .
قال صالح : ولم يكن بمصر أحد يحسن الحديث ، ولا يحفظ غير ، كان يعقل الحديث ، ويحسن أن يأخذ ، وكان رجلا [ ص: 163 ] جامعا ، يعرف الفقه والحديث والنحو ، ويتكلم -يعني : يعرف ويذاكر- في حديث أحمد بن صالح الثوري وشعبة وأهل العراق ، أي يذاكر بذلك . قال : وكان قدم العراق ، وكتب عن عفان وهؤلاء . وكان يذاكر بحديث الزهري ، ويحفظه .
وقال : كتبت عن أحمد بن صالح ابن زبالة ، يعني : محمد بن الحسن بن زبالة مائة ألف حديث ثم تبين لي أنه كان يضع الحديث ، فتركت حديثه . وكان يثني على أحمد بن صالح أبي الطاهر بن السرح ، ويقع في حرملة . ويونس بن عبد الأعلى
قال : سمعت ابن عدي محمد بن موسى الحضرمي -هو أخو أبي عجيبة - يقول : سمعت بعض مشايخنا يقول : قال : صنف أحمد بن صالح ابن وهب مائة ألف وعشرين ألف حديث ، فعند بعض الناس منها الكل -يعني : حرملة - وعند بعض الناس منها النصف ، يريد نفسه .
قال علي بن الجنيد الحافظ : سمعت يقول : أخبرنا محمد بن عبد الله بن نمير ، وإذا جاوزت أحمد بن صالح الفرات ، فليس أحد مثله . [ ص: 164 ]
وقال الحافظ ابن عقدة : حدثني عبد الله بن إبراهيم بن قتيبة ، سمعت ابن نمير ، وذكر ، فقال : هو واحد الناس في علم أحمد بن صالح الحجاز والمغرب ، فهم ، وجعل يعظمه . وأخبرنا عنه بغير شيء .
أحمد بن سلمة النيسابوري ، عن ، قال : ابن وارة أحمد بن حنبل ببغداد ، وابن نمير بالكوفة ، والنفيلي بحران ، هؤلاء أركان الدين .
قال أحمد العجلي : مصري ثقة ، صاحب سنة . أحمد بن صالح
وقال أبو حاتم : ثقة . كتبت عنه بمصر وبدمشق وأنطاكية .
قال أبو زرعة الدمشقي : ذاكرت مقدمه أحمد بن صالح دمشق سنة سبع عشرة ومائتين .
وقال أبو عبيد الآجري : سمعت أبا داود يقول : كتب عن أحمد بن صالح سلامة بن روح ، وكان لا يحدث عنه ، وكتب عن ابن زبالة بخمسين ألف حديث ، وكان لا يحدث عنه ، وحدث قبل أن يبلغ الأربعين ، وكتب أحمد بن صالح عن رجل عنه ، وقال : كان عباس العنبري يقوم كل لحن في الحديث . أحمد بن صالح
وقال أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن سهل الغزال : أحمد بن [ ص: 165 ] صالح طبري الأصل ، كان من حفاظ الحديث ، واعيا ، رأسا في علم الحديث وعلله ، وكان يصلي . ولم يكن في أصحاب بالشافعي ابن وهب أحد أعلم بالآثار منه .
قال أبو سعيد بن يونس : كان أبوه من طبرستان جنديا من العجم ، وكان أحمد حافظا للحديث . ذكره يوما ، فرماه ، وأساء الثناء عليه ، وقال : حدثنا النسائي معاوية بن صالح ، سمعت يقول : يحيى بن معين كذاب يتفلسف . ثم قال أحمد بن صالح ابن يونس : لم يكن عندنا بحمد الله كما قال ، ولم يكن له آفة غير الكبر . النسائي
وقال : سمعت أبو أحمد بن عدي عبدان الأهوازي يقول : سمعت أبا داود السجستاني يقول : ليس هو كما يتوهمون ، يعني . ليس بذاك في الجلالة . ثم قال أحمد بن صالح : وسمعت ابن عدي القاسم بن عبد الله بن مهدي يقول : كان يستعير مني كل جمعة الحمار ، ويركبه إلى صلاة الجمعة . وكنت جالسا عند أحمد بن صالح حرملة في الجامع ، فجاز على باب الجامع ، فنظر إلينا وإلى أحمد بن صالح حرملة ، ولم يسلم ، فقال حرملة : انظروا إلى هذا ، بالأمس يحمل دواتي ، واليوم يمر بي فلا يسلم .
وقال أيضا : سمعت محمد بن سعد السعدي يقول : سمعت أبا عبد الرحمن النسائي ، سمعت معاوية بن صالح قال : سألت يحيى عن أحمد بن [ ص: 166 ] صالح ، فقال : رأيته كذابا يخطر في جامع مصر .
وقال عبد الكريم بن النسائي عن أبيه : ليس بثقة ولا مأمون ، تركه أحمد بن صالح محمد بن يحيى ، ورماه بالكذب . يحيى بن معين
قال : كان ابن عدي سيئ الرأي فيه ، وينكر عليه أحاديث منها ، عن النسائي ابن وهب ، عن مالك ، عن سهيل ، عن أبيه ، عن ، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : أبي هريرة . الدين النصيحة
ثم قال : ابن عدي من حفاظ الحديث ، وخاصة لحديث أحمد بن صالح الحجاز ، ومن المشهورين بمعرفته . وحدث عنه مع شدة استقصائه ، البخاري ومحمد بن يحيى ، واعتمادهما عليه في كثير من حديث الحجاز ، وعلى معرفته . وحدث عنه من حدث من الثقات ، واعتمدوه حفظا وإتقانا . وكلام ابن معين فيه تحامل . وأما سوء ثناء عليه ، فسمعت النسائي محمد بن هارون بن حسان البرقي يقول : هذا الخراساني يتكلم في . وحضرت مجلس أحمد بن صالح ، وطرده من مجلسه ، فحمله ذلك على أن [ ص: 167 ] تكلم فيه . قال : وهذا أحمد بن صالح قد أثنى عليه ، فالقول ما قاله أحمد بن حنبل أحمد لا ما قاله غيره . وحديث : الذي أنكره " الدين النصيحة " قد رواه النسائي أيضا ، عن يونس بن عبد الأعلى ابن وهب ، وقد رواه عن مالك محمد بن خالد بن عثمة . قال : من أجلة الناس ، وذاك أني رأيت جمع وأحمد بن صالح أبي موسى الزمن في عامة ما جمع من حديث الزهري ، يقول : كتب إلي : حدثنا أحمد بن صالح عبد الرزاق ، عن معمر ، عن الزهري . ولولا أني شرطت في كتابي هذا أن أذكر فيه كل من تكلم فيه متكلم لكنت أجل أن أذكره . أحمد بن صالح
قال أبو عمرو الداني ، عن مسلمة بن القاسم : الناس مجمعون على ثقة ، لعلمه وخيره وفضله ، وإن أحمد بن صالح وغيره كتبوا عنه ووثقوه . وكان سبب تضعيف أحمد بن حنبل له ، أن النسائي كان لا [ ص: 168 ] يحدث أحدا حتى يشهد عنده رجلان من المسلمين أنه من أهل الخير والعدالة . فكان يحدثه ، ويبذل له علمه ، وكان يذهب في ذلك مذهب أحمد بن صالح زائدة بن قدامة . فأتى ليسمع منه ، فدخل بلا إذن ، ولم يأته برجلين يشهدان له بالعدالة ، فلما رآه في مجلسه أنكره ، وأمر بإخراجه ، فضعفه النسائي لهذا . النسائي
وقال الخطيب : احتج سائر الأئمة بحديث ابن صالح سوى ، فإنه ترك الرواية عنه ، وكان يطلق لسانه فيه . وليس الأمر على ما ذكر النسائي . ويقال : كان فيه الكبر ، وشراسة الخلق ، ونال النسائي منه جفاء في مجلسه ، فذلك الذي أفسد الحال بينهما . وقد ذكر النسائي ابن حبان في الثقات . وما أورده في الضعفاء ، فأحسن ، ولكن ذكر في الضعفاء أحمد بن صالح أحمد بن صالح المكي الشمومي وكذبه ، وادعى أنه هو الذي حط عليه ابن معين . وقصد أن ينزه ابن معين عن الوقيعة في مثل أحمد بن صالح الطبري الحافظ .
قال عبد الله بن محمد بن سيار : أخبرنا بندار قال : كتبت إلى بخمسين ألف حديث ، أي إجازة ، وسألته أن يجيز لي ، أو يكتب إلي بحديث أحمد بن صالح مخرمة بن بكير ، فلم يكن عنده من المروءة ما يكتب بذلك إلي .
قال الخطيب : بلغني أن كان لا يحدث إلا ذا لحية ، ولا يترك أمرد يحضر مجلسه . فلما حمل أحمد بن صالح أبو داود السجستاني إليه ابنه ، [ ص: 169 ] ليسمع منه -وكان إذا ذاك أمرد أنكر على أحمد بن صالح أبي داود إحضاره . فقال له أبو داود : هو -وإن كان أمرد- أحفظ من أصحاب اللحى ، فامتحنه ، بما أردت . فسأله عن أشياء أجابه ابن أبي داود عن جميعها ، فحدثه حينئذ ولم يحدث أمرد غيره .
قال : وكان أحد حفاظ الأثر ، عالما بعلل الحديث ، بصيرا باختلافه ، ورد بغداد قديما ، وجالس بها الحفاظ ، وجرت بينه وبين مذاكرات . وكان أحمد بن حنبل أبو عبد الله يذكره ، ويثني عليه . وقيل : إن كلا منهما كتب عن صاحبه في المذاكرة حديثا ، ثم رجع ابن صالح إلى مصر ، وانتشر عند أهلها ، علمه ، وحدث عنه الأئمة .
أنبأنا أبو الغنائم بن علان ، أخبرنا أبو اليمن الكندي ، أخبرنا أبو منصور القزاز ، أخبرنا أبو بكر الحافظ ، أخبرني أحمد بن سليمان بن علي المقرئ ، أخبرنا أحمد بن محمد بن الخليل ، أخبرنا ، سمعت أبو أحمد بن عدي عبد الله بن محمد بن عبد العزيز ، سمعت أبا بكر بن زنجويه ، يقول : قدمت مصر ، فأتيت ، فسألني : من أين أنت ؟ . أحمد بن صالح
قلت : من بغداد . قال : أين منزلك من منزل ؟ فقلت : أنا من أصحابه . قال : تكتب لي موضع منزلك ؟ فإني أريد أوافي أحمد بن حنبل العراق ، حتى تجمع بيننا . فكتبت له ، فوافى سنة اثنتي عشرة ومائتين إلى أحمد بن صالح عفان ، فسأل عني ، فلقيني ، فقال : الموعد الذي بيني وبينك ؟ فذهبت به إلى ، واستأذنت له ، فقلت : أحمد بن حنبل بالباب فأذن له ، فقام إليه ، ورحب به وقربه . ثم قال له : بلغني أنك جمعت [ ص: 170 ] حديث أحمد بن صالح الزهري ، فتعال حتى نذكر ما روى الزهري عن أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- . فجعلا يتذاكران ، ولا يغرب أحدهما على الآخر ، حتى فرغا ، فما رأيت أحسن من مذاكرتهما . ثم قال : تعال حتى نذكر ما روى أحمد بن حنبل الزهري عن أولاد الصحابة . فجعلا يتذاكران ، ولا يغرب أحدهما على الآخر إلى أن قال لأحمد بن صالح : عند الزهري ، عن محمد بن جبير بن مطعم ، عن أبيه ، عن عبد الرحمن بن عوف : قال النبي -صلى الله عليه وسلم- : فقال ما يسرني أن لي حمر النعم ، وأن لي حلف المطيبين أحمد بن صالح : أنت الأستاذ ، وتذكر مثل هذا ؟! فجعل لأحمد بن حنبل أحمد يتبسم ، ويقول : رواه عن الزهري رجل مقبول أو صالح عبد الرحمن بن إسحاق . فقال : من رواه عن عبد الرحمن ؟ فقال : حدثناه ثقتان : إسماعيل ابن علية ، ، فقال وبشر بن المفضل : سألتك بالله إلا أمليته علي ، فقال أحمد بن صالح أحمد : من الكتاب . فقام ودخل ، فأخرج الكتاب ، وأملى عليه ، فقال : لو لم أستفد أحمد بن صالح بالعراق إلا هذا الحديث لكان كثيرا ، ثم ودعه وخرج .
وهذا الحديث في " مسند " عنهما . ولفظه قال -صلى الله عليه وسلم- : " الإمام أحمد " فهذا لفظ شهدت غلاما مع عمومتي حلف المطيبين ، فما أحب أن لي حمر النعم . وإني أنكثه إسماعيل . ثم رواه ثانيا ، فقال : حدثنا بشر بن المفضل ، عن عبد الرحمن بن إسحاق عن الزهري ، عن أبيه ، عن عبد الرحمن ، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- : . شهدت حلف المطيبين مع عمومتي ، وأنا [ ص: 171 ] غلام ، فما أحب أن لي حمر النعم ، وإني أنكثه
قلت : أنبأنا عبد الرحمن بن محمد الفقيه ، أخبرنا حنبل ، أخبرنا ابن الحصين ، أخبرنا ابن المذهب ، أخبرنا القطيعي ، حدثنا عبد الله بن أحمد ، حدثني أبي بهما .
وقد قال في التوحيد من " صحيحه " حدثنا البخاري محمد ، [ ص: 172 ] حدثنا ، حدثنا أحمد بن صالح ابن وهب ، أخبرنا عمرو ، عن ابن أبي هلال ، أن أبا الرجال حدثه عن أمه عمرة -وكانت في حجر عائشة - عن عائشة : قل هو الله أحد فلما رجعوا ، ذكروا ذلك للنبي -صلى الله عليه وسلم- فقال : سلوه لأي شيء يصنع ذلك ؟ فسألوه ، فقال : لأنها صفة الرحمن ، وأنا أحب أن أقرأ بها . فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- : أخبروه أن الله يحبه . أن النبي -صلى الله عليه وسلم- بعث رجلا على سرية ، وكان يقرأ لأصحابه في صلاتهم فيختم ب
فمحمد هو ابن يحيى الذهلي ، قال ذلك في كتاب " تقييد المهمل " وأنا إلى هذا أميل ، إن كانت النسخ متفقة على ذلك . فإنني أخاف أن يكون أبو علي الغساني محمد هو ; فإن كثيرا من النسخ في أول كل حديث منها اسم المؤلف ، وفي بعضها : البخاري محمد الفربري أخبرنا محمد ، فيحرر هذا .
قال أبو زرعة النصري حدثني ، قال : حدثت [ ص: 173 ] أحمد بن صالح بحديث أحمد بن حنبل في بيع الثمار ، فأعجبه ، واستزادني مثله . فقلت : ومن أين مثله ؟ ! . زيد بن ثابت
قال صالح بن محمد جزرة الحافظ : حضرت مجلس ، فقال : حرج على كل مبتدع وماجن أن يحضر مجلسي ، فقلت : أما الماجن فأنا هو : وذاك أنه قيل له : أحمد بن صالح صالح الماجن قد حضر مجلسك .
: حدثنا الحاكم أبو حامد السياري ، حدثنا أبو بكر محمد بن داود الرازي : سمعت أبا زرعة الرازي ، يقول : ارتحلت إلى ، فدخلت فتذاكرانا إلى أن ضاق الوقت ، ثم أخرجت من كمي أطرافا فيها أحاديث ، فسألته عنها . فقال لي : تعود . فعدت من الغد مع أصحاب الحديث ، فأخرجت الأطراف ، وسألته فقال : تعود . فقلت : أليس قلت لي بالأمس ما عندك ما يكتب ، أورد علي مسندا أو مرسلا أو حرفا مما أستفيد ، فإن لم أورد ذلك عمن هو أوثق منك ، فلست أحمد بن صالح بأبي زرعة ، ثم قمت ، وقلت لأصحابنا : من ها هنا ممن نكتب عنه ؟ قالوا : يحيى بن بكير . فذهبت إليه .
قال : كان ابن عدي قد سمع في كتب أحمد بن صالح حرملة ، فمنعه حرملة من الكتب ، ولم يدفع إليه إلا نصف الكتب . فكان بعد ، كل من سمع من أحمد بن صالح حرملة ، وبدأ به إذا وافى مصر ، لم يحدثه أحمد وقال : سمعت ابن عدي عبد الله بن محمد بن سلم المقدسي يقول : قدمت مصر ، فبدأت بحرملة ، فكتبت عنه كتاب عمرو بن الحارث ، والفوائد ، ثم ذهبت إلى ويونس بن يزيد فلم يحدثني ، فحملت كتاب أحمد بن صالح يونس ، فخرقته بين يديه ، أرضيه بذلك وليتني لم أخرقه - فلم [ ص: 174 ] يرض ، ولم يحدثني .
قلت : نعوذ بالله من هذه الأخلاق . صدق أبو سعيد بن يونس حيث يقول : لم يكن له آفة غير الكبر ، فلو قدح في عدالته بذلك ، فإنه إثم كبير .
أخبرنا أبو المعالي أحمد بن إسحاق بن محمد بن المؤيد ، أخبرنا المبارك بن أبي الجود ، أخبرنا أحمد بن أبي غالب الزاهد ، أخبرنا عبد العزيز بن علي ، أخبرنا محمد بن عبد الرحمن المخلص ، حدثنا أبو بكر عبد الله بن سليمان ، حدثنا أبو جعفر أحمد بن صالح المصري ، حدثنا ابن أبي فديك ، حدثني ابن أبي ذئب ، عن المقبري ، عن قال : أبي هريرة . قلت : يا رسول الله ، إني أسمع منك حديثا كثيرا ، فأنساه . قال : ابسط رداءك ، فبسطته ، فغرف بيده ، ثم قال : ضمه فضممته ، فما نسيت حديثا بعد
رواه ، عن الثقة ، عن البخاري ابن أبي فديك .
وبه : حدثنا ، حدثنا أحمد بن صالح ابن أبي فديك قال : أخبرني ابن أبي ذئب ، عن شرحبيل ، عن : أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : أبي سعيد الخدري . لأن يتصدق الرجل في حياته بدرهم خير من أن يتصدق بمائة دينار عند موته
أخرجه أبو داود عن أحمد ، فوافقناه بعلو . [ ص: 175 ] فأما حديث بيع الثمار ، فأنبأناه علي بن أحمد ، أخبرنا عمر بن محمد ، أخبرنا أبو غالب بن البناء ، أخبرنا ، أخبرنا أبو جعفر بن المسلمة أبو طاهر المخلص ، حدثنا عبد الله بن أبي داود ، حدثنا أحمد ، حدثنا عنبسة ، حدثنا ، قال : سألت يونس بن يزيد عن بيع الثمر قبل أن يبدو صلاحه ، وما يذكر في ذلك ، فقال : كان أبا الزناد عروة بن الزبير ، يحدث عن سهل بن أبي حثمة ، عن ، قال : زيد بن ثابت كالمشورة يشير بها لكثرة خصومتهم . قال كان الناس يتبايعون الثمار ، فإذا جد الناس ، وحضر تقاضيهم ، قال المبتاع : إنه أصاب الثمار الدمان ، وأصابه قشام ، وأصابه مراض ، عاهات يحتجون بها . فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : فإما لا فلا تبايعوا الثمار حتى يبدو صلاحها ابن أبي داود : إني شاك ، لا أدري سمعت هذه الكلمة من قول أحمد وهو في كتابي مجاز عليه . وأخرجه أبو داود عن . [ ص: 176 ] أحمد بن صالح
قال جماعة منهم ، البخاري وابن زبر : مات في شهر ذي القعدة سنة ثمان وأربعين ومائتين . وقد كان أحمد بن صالح من جلة المقرئين . أحمد بن صالح
قال أبو عمرو الداني : أخذ القراءة عرضا وسماعا عن ورش ، ، وقالون ، وأخيه وإسماعيل بن أبي أويس أبي بكر بن أبي أويس ، كلهم عن نافع ، قال : وروى حروف عاصم عن حرمي بن عمارة .
روى عنه القراءة : حجاج الرشديني ، والحسن بن أبي مهران الجمال ، والحسن بن علي بن مالك الأشناني ، وحسن بن القاسم ، والخضر بن الهيثم الطوسي ، وأبو إسحاق الحراني ، وغيرهم .
قرأت على عمر بن عبد المنعم ، عن زيد بن الحسن ، أنبأنا أبو الحسين بن توبة ، أخبرنا أبو محمد بن هزارمرد ، أخبرنا عمر بن إبراهيم الكتاني ، حدثنا ابن مجاهد في كتاب " السبعة " له ، قال : حدثنا الحسن بن علي ، حدثنا ، عن أحمد بن صالح ورش ، ، وقالون وأبي بكر . وإسماعيل ، عن نافع بالحروف . [ ص: 177 ]
قال أبو داود : سألت عمن قال : القرآن كلام الله ، ولا يقول : مخلوق ، ولا غير مخلوق . فقال : هذا شاك ، والشاك كافر . أحمد بن صالح
قلت : بل هذا ساكت . ومن سكت تورعا لا ينسب إليه قول ، ومن سكت شاكا مزريا على السلف ، فهذا مبتدع .
وقال محمد بن موسى المصري : سألت ، فقلت : إن قوما يقولون : إن لفظنا بالقرآن غير الملفوظ ، فقال : لفظنا بالقرآن هو الملفوظ ، والحكاية هي المحكي ، وهو كلام الله غير مخلوق ، من قال : لفظي به مخلوق فهو كافر . أحمد بن صالح
قلت : إن قال : لفظي ، وعنى به القرآن ، فنعم ، وإن قال لفظي ، وقصد به تلفظي وصوتي وفعلي أنه مخلوق ، فهذا مصيب ، فالله تعالى خالقنا ، وخالق أفعالنا وأدواتنا . ولكن الكف عن هذا هو السنة ، ويكفي المرء أن يؤمن بأن القرآن العظيم كلام الله ووحيه وتنزيله على قلب نبيه ، وأنه غير مخلوق ، ومعلوم عند كل ذي ذهن سليم أن الجماعة إذا قرءوا السورة ، أنهم جميعهم قرءوا شيئا واحدا ، وأن أصواتهم وقراءاتهم ، وحناجرهم أشياء مختلفة ، فالمقروء كلام ربهم ، وقراءتهم وتلفظهم ونغماتهم متابينة ، ومن لم يتصور الفرق بين التلفظ وبين الملفوظ ، فدعه وأعرض عنه .