الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نشر الأفلام الكرتونية المأخوذة من مواقع لا يراعي أصحابها الحقوق

السؤال

لديّ موقع إلكتروني برمجته بنفسي، وأشركت صديقي فيه، وهو الآن يأخذ نصف مداخيله، والموقع يسمح للمستعملين أن يشاهدوا مسلسلات الكرتون مجانًا، والمدخول المالي نحصل عليه من الإعلانات الموضوعة لدينا، والمشكل هو أننا نأخذ تلك المسلسلات، والأفلام الكرتونية من موقع آخر، وقد نأخذها من الأشخاص الذين يترجمونها، وأنا شبه متأكد أن ذلك الموقع، أو الأشخاص، لا يحترمون الحقوق المحفوظة لتلك المسلسلات، ومن ثم؛ يراودني الشك هل المدخول الذي نأخذه حلال أم حرام؟ والمسلسلات، والأفلام الكرتونية التي ننشرها يابانية مترجمة للإنجليزية، بمعنى أنها موجهة لمن يعرف اللغة الإنجليزية، فالكثير من رواد الموقع إما نصارى، أو من ديانات أخرى، فهل ما نأخذه حلال أم حرام؟ وإن كان حرامًا وتركته، ولكن صديقي لم يوافق على أن يتركه، فهل أكون آثمًا معه؛ لأنني أنا من برمجت الموقع؟ ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فبداية ننبه الأخ السائل على أن مثل هذه الأفلام الكرتونية، لا تخلو من محاذير عديدة، كظهور العورات، والموسيقى، أو احتواء كثير منها على معان مصادمة للعقيدة، أو دعوة إلى سلوكيات خاطئة.

فإن كان ما تنشرونه في موقعكم يحتوي على شيء من ذلك، فلا يجوز حينئذ نشره، ويحرم أخذ المال عليه، ولو كان كثير من رواد موقعكم غير مسلمين؛ لما في ذلك من إشاعة الفاحشة، والإعانة على الإثم، وراجع في ذلك الفتاوى التالية أرقامها: 1791، 9699، 118561.

وأما إذا كان ما تنشرونه من هذه الأفلام مباحًا في ذاته، فحكمه تبع لإذن منتجيها بذلك، أو منعهم منه؛ لأن الحقوق الفكرية، والأدبية، مصونة، ومملوكة لمنتجي هذه الأفلام، وقد بينا ذلك في عدة فتاوى سابقة، منها الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 6080، 13169، 54427.

ولا يخفى أن الأصل، والغالب في مثل هذه الأفلام، أن حقوقها تكون محفوظة، فلا يجوز نشرها إلا إذا علم إذن أصحابها بنشرها.

واعلم أن التوبة من نشر الأفلام المحرمة تجب عليك، وعلى شريكك، وأن من تمام التوبة محو جميع الأفلام المحرمة، وعدم نشرها، فإن لم يستجب شريكك لإزالتها، مع سعيك في ذلك، ففض شراكتك معه، ولا يضرك بعد ذلك ما ينشره شريكك وأنت كاره لذلك، غير مستطيع لإزالته، وراجع الفتوى رقم: 274162.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني