السؤال
بسم الله الرحمن الرحيمأرجو قراءة القصة وبيان رأي الشرع في أمثالها مع الشكر .
ما الذي يحدث بعد الدفن؟ جردوها من ثيابها وأولادها وزوجها واقفون وراضون؟ شدوا وثاقها وحرموها حواسها سمعت صوت حبيبها وسطهم ماله لا يعنفهم ماله لا يمنعهم من أخذها صوت الخطوات الرتيبة تمشي على تراب خشن ونسائم فجرية بارده تلامس ثيابها البيضاء ورغم أنها لا ترى إلا أنها تخيلت الجو من حولها ضبابياً أخيرا توقفت الخطوات دفعة واحدة وأحست بأنها توضع على الأرض وسمعت إلى جوارها حجارة ترفع وأخرى توضع ثم حملت ثانية وشاع السكون من حولها وأحست بالظلام ينخر عظامها ومن ثم سمعت صوتا إنه ابنها نعم إنه ابنها لعله آت لإنقاذها لكن ماذا تسمع؟ إنه يناديها بصوت خفيض أمي أمي ومن بين الدموع يتحدث زوجها إليه قائلا: تماسك إنما الصبر عند المسكة الأولى ادع لها يا بني هيا بنا نظر إليها وقال بصوت يقطر ألما لا إله إلا الله إنا لله وإنا إليه راجعون كان هذا آخر ما سمعته منها تذكرت أحبتها وسمعت الخطوات قد ابتعدت فسرت رعدة في أوصالها كيف يتركونها وهم يعلمون أنها تخاف الظلام والوحدة حدقت فيما خلفها برعب هائل رأت ما لم تره من قبل رأت الهول قد تجسد في صورة كائن قالت بصوت مرتعش من أنت؟ فقال جئنا نسألك تمنت الموت لتهرب من هذا الواقع الذي لا مفر منه فحارت لأمانيها التي لم تعد صالحة هي ميتة فعلا من ربك؟ هاه. من ربك؟ ربي ما عبدت سوى الله طول حياتي. ما دينك؟ ديني الإسلام. من نبيك؟ نبيي.............. اعتصرت ذاكرتها ما بالها نسيت اسمه ألم تكن تردده دائما على لسانها ألم تكن تصلي عليه في التشهد خمس مرات يوميا؟ بصوت غاضب عاد الصوت يسأل. من نبيك؟؟ لحظة أرجوك لا أستطيع التذكر
ارتفعت عصا غليظة في يد الكائن وراحت تهوي بسرعة نحو رأسها فصرخت وتشنجت أعضائها وفجاءة أضاء اسمه في عقلها فصرخت........ نبيي محمد محمد ثم أغمضت عينيها بقوة ولكن........ فتحت عينها مستغربة فقال لها الكائن الذي اسمه نكير أنقذتك دعوة كنت ترددينها دوما: اللهم يامقلب القلوب ثبت قلبي على دينك.
سرت قشعريرة في بدنها بعد قليل قال لها منكر: أنت كنت تؤخرين صلاة الفجر اتسعت عيناها عرفت أنه لا مفر هذه المرة سارت أمام منكر ونكير في سرداب طويل أشبه بالمعتقلات شعرت بغثيان وتمنت أن يغشى عليها لكن لم يحدث فاستمرت في التفرج على المكان الرهيب في كل بقعه كان هناك صراخ ودماء عويل وعظام تتكسر ووجوه قاسية نزعت من قلوبها الرحمة فلا تستجيب لكل هذا الرجاء دفعها الملكان من خلفها فسارت وهي تحس بأن قدميها تعجزان عن حملها وإذا بها تقترب من رجل مستلق على ظهره وفوق رأسه تماما يقف ملك من أصحاب الوجوه الباردة الصلبة يحمل حجراً ثقيلا وأمام عينيها ألقى الملك بالحجر على رأس الرجل فتحطم وانخلع عن جسده متدحرجا صرخت وبكت وذهلت ذهولا ألجم لسانها وسرعان ما عاد الرأس إلى صاحبه فعاد الملك إلى إسقاط الصخرة عليه هنا قيل لها: هيا استلقي إلى جوار هذا الرجل ماذا؟ هيا دفعت في عنف فراحت تقاوم وتقاوم وتقاوم لا فائدة إن مصيرها لمظلم حقا استلقت والرعب يكاد يقطع أمعاءها استغاثت بربها فرأت أبواب الدعاء كلها مغلقة لقد ولى عهد الاستغاثة عند الشده ليتها تعود لتصلي ركعتين ركعتين فقط لتشفع لها نظرت إلى الأعلى فرأت ملكا منتصبا فوق رأسها رافعا يديه بصخره عاتية يقول لها: هذا عذابك إلى يوم القيامة لأنك كنت تنامين عن فرضك ولما استبد اليأس بها رأت شابا كفلقه القمر يحث الخطى إلى موضعها ساورها شعور بالأمل فبسمته تضيئ كل شيء حوله وصل الشاب ومد يديه يمنع الملك؟ فقال له ما جاء بك أرسلت لها لأحميها وأمنعك أهذا أمر من الله عز وجل؟ نعم لم تصدق عيناها لقد ولى الملك اختفى وبقي الشاب حسن الوجه هل هي في حلم؟ مد الشاب لها يده فنهضت وسألته بامتنان: من أنت؟ أنا دعاء ابنك الصالح لك منذ أن مت وهو يدعو لك حتى صور الله دعاءه في أحسن صورة وأذن له بالاستجابة والمجيء إلى هنا أحست بمنكر ونكير ثانية فالتفتت إليهما فاذا بهما يقولان: انظري هذا مقعدك في النار قد أبدله الله بمقعدك من الجنة... ولد صالح يدعو له.