السؤال
لقد سمعت حديثاً شريفاً أرجو معرفة النص والكتاب الذي ورد به وهذا الذي سمعته من الحديث: "عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله أخبرنا ما كان في صحف موسى؟ قال كان فيها ست كلمات: عجبت لمن أيقن بالنار كيف يضحك؟... إلى آخر الحديث"، "عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من حق الولد على الوالد ثلاثة أشياء: أن يحسن اسمه إذا ولد, ويعلمه الكتاب إذا عقل, ويزوجه إذا أدرك"، "عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: أربع من سعادة المرء: أن تكون زوجته صالحة, وأولاده أبرارا, وخلطاؤه صالحين, وأن يكون رزقه في بلده"، " ويقال: مكتوب في الإنجيل: يا بن آدم اذكرني حين تغضب أذكرك حين أغضب, وارض بنصرتي لك فإن نصرتي لك خير من نصرتك لنفسك"؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن حديث أبي ذر المشار إليه قد روي بطرق مختلفة وروايات متباينة منها ما هو طويل ومنها ما هو مختصر، كما قال الزيلعي في تخريج الأحاديث والآثار الواقعة في تفسير الكشاف، وقد أخرجه ابن حبان في صحيحه، والحاكم في مستدركه، والطبراني في معجمه، والبيهقي في الشعب، وقال: إن يحيى ضعيف... وأورده ابن الجوزي في الموضوعات... انتهى من تخريج الأحاديث والآثار للزيلعي.
وقال عنه الألباني في ضعيف الترغيب والترهيب: ضعيف. ولذلك فالحديث ضعيف.
وبخصوص نص الحديث فإنه طويل لا يتسع المقام لذكره بطوله ولذلك نحيلك لنصه في صحيح ابن حبان وفي الترغيب والترهيب للحافظ المنذري وغيرهما من كتب السنة والتفسير.
وأما الحديث الثاني حديث أبي هريرة (من حق الولد....) فهو ضعيف كما قال غير واحد من أهل العلم، وقال الألباني في السلسلة: موضوع.
وأما الحديث الثالث فقد رواه ابن حبان في صحيحه بلفظ قريب مما ذكر عن سعد بن أبي وقاص مرفوعاً، ورواه البخاري في الأدب المفرد بلفظ: من سعادة المرء: المسكن الواسع، والجار الصالح، والمركب الهني. وصححه الألباني.
وأما الحديث الرابع فقد رواه أبو نعيم في حلية الأولياء، وقال عنه صاحب كنز العمال رواه ابن شاهين, وفيه عثمان بن عطاء الخراساني ضعفوه، ولم نقف على من صححه من أهل العلم.
والله أعلم.