المغيرة بن شعبة ( ع )
ابن أبي عامر بن مسعود بن معتب . الأمير أبو عيسى ، ويقال : أبو عبد الله ، وقيل : أبو محمد . من كبار الصحابة أولي الشجاعة والمكيدة شهد بيعة الرضوان . كان رجلا طوالا مهيبا ، ذهبت عينه يوم
اليرموك ، وقيل : يوم
القادسية .
روى
مغيرة بن الريان ، عن
الزهري ، قالت
عائشة : كسفت الشمس على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقام
المغيرة بن شعبة ينظر إليها ، فذهبت عينه .
[ ص: 22 ] قال
ابن سعد كان
المغيرة أصهب الشعر جدا ، يفرق رأسه فروقا أربعة ، أقلص الشفتين . مهتوما ، ضخم الهامة ، عبل الذراعين ، بعيد ما بين المنكبين . وكان داهية ، يقال له :
مغيرة الرأي . وعن
الشعبي : أن
المغيرة سار من
دمشق إلى
الكوفة خمسا . حدث عنه بنوه :
عروة ،
وحمزة ،
وعقار ،
nindex.php?page=showalam&ids=83والمسور بن مخرمة ،
nindex.php?page=showalam&ids=481وأبو أمامة الباهلي ،
nindex.php?page=showalam&ids=16834وقيس بن أبي حازم ،
ومسروق ،
nindex.php?page=showalam&ids=16115وأبو وائل ،
nindex.php?page=showalam&ids=16561وعروة بن الزبير ،
nindex.php?page=showalam&ids=14577والشعبي ،
nindex.php?page=showalam&ids=11811وأبو إدريس الخولاني ،
وعلى بن ربيعة الوالبي ، وطائفة خاتمتهم
nindex.php?page=showalam&ids=15939زياد بن علاقة .
nindex.php?page=showalam&ids=15500الوليد بن مسلم : أخبرنا
أبو النضر ، حدثنا
يونس بن ميسرة ، سمع
أبا إدريس قال : قدم
المغيرة بن شعبة دمشق ، فسألته ، فقال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=879663وضأت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة تبوك ، فمسح على خفيه .
معمر ، عن
الزهري قال : كان دهاة الناس في الفتنة خمسة ، فمن
قريش :
عمرو ،
ومعاوية . ومن
الأنصار :
قيس بن سعد . ومن
ثقيف :
[ ص: 23 ] المغيرة . ومن
المهاجرين :
عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي . فكان مع
علي قيس وابن بديل ، واعتزل
المغيرة بن شعبة .
nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم ، عن أبيه ،
nindex.php?page=hadith&LINKID=879664عن المغيرة قال : كناني النبي - صلى الله عليه وسلم - بأبي عيسى .
وروى
حبيب بن الشهيد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم ، عن أبيه ; أن
عمر قال لابنه
عبد الرحمن : ما
أبو عيسى ؟ قال : يا أمير المؤمنين ! اكتنى بها
المغيرة بن شعبة على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم .
حماد بن سلمة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم ; أن
عمر غير كنية
المغيرة بن شعبة ، وكناه
أبا عبد الله وقال : هل
لعيسى من أب ؟ وعن
أبي موسى الثقفي قال : كان
المغيرة رجلا طوالا ، أعور ، أصيبت عينه يوم
اليرموك .
[ ص: 24 ] وعن غيره : ذهبت عينه يوم
القادسية ، وقيل :
بالطائف ، ومر أنها ذهبت من كسوف الشمس .
وروى
الواقدي ; عن محمد بن
يعقوب بن عتبة ، عن أبيه ، وعن جماعة قالوا : قال
المغيرة بن شعبة :
كنا متمسكين بديننا ونحن سدنة اللات ، فأراني لو رأيت قومنا قد أسلموا ما تبعتهم . فأجمع نفر من بني مالك الوفود على المقوقس وإهداء هدايا له ، فأجمعت الخروج معهم ، فاستشرت عمي عروة بن مسعود ، فنهاني ، وقال : ليس معك من بني أبيك أحد ، فأبيت ، وسرت معهم ، وما معهم من الأحلاف غيري ; حتى دخلنا الإسكندرية ، فإذا المقوقس في مجلس مطل على البحر ، فركبت زورقا حتى حاذيت مجلسه ، فأنكرني ، وأمر من يسألني ، فأخبرته بأمرنا وقدومنا ، فأمر أن ننزل في الكنيسة ، وأجرى علينا ضيافة ، ثم أدخلنا عليه ، فنظر إلى رأس بني مالك ، فأدناه ، وأجلسه معه ، ثم سأله ، أكلكم من بني مالك ؟
قال : نعم ، سوى رجل واحد ، فعرفه بي . فكنت أهون القوم عليه ، وسر بهداياهم ، وأعطاهم الجوائز ، وأعطاني شيئا لا ذكر له . وخرجنا ، فأقبلت بنو مالك يشترون هدايا لأهلهم ، ولم يعرض علي أحد منهم مواساة ، وخرجوا ، وحملوا معهم الخمر ، فكنا نشرب ، فأجمعت على قتلهم ، فتمارضت ، وعصبت رأسي ، فوضعوا شرابهم ، فقلت : رأسي يصدع ولكني أسقيكم ، فلم ينكروا ، فجعلت أصرف لهم وأترع لهم الكأس ، فيشربون ولا يدرون ، حتى ناموا سكرا ، فوثبت ، وقتلتهم جميعا ، وأخذت ما معهم . فقدمت على النبي - صلى الله عليه وسلم - فأجده جالسا في المسجد مع أصحابه ، وعلي ثياب سفري ، فسلمت ، فعرفني أبو بكر ; [ ص: 25 ] فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : الحمد لله الذي هداك للإسلام ، قال أبو بكر : أمن مصر أقبلتم ؟ قلت : نعم ، قال : ما فعل المالكيون ؟ قلت : قتلتهم ، وأخذت أسلابهم ، وجئت بها إلى رسول الله ليخمسها . فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : أما إسلامك فنقبله ، ولا آخذ من أموالهم شيئا ، لأن هذا غدر ، ولا خير في الغدر . فأخذني ما قرب وما بعد ، وقلت : إنما قتلتهم وأنا على دين قومي ، ثم أسلمت الساعة ، قال : فإن الإسلام يجب ما كان قبله .
وكان قتل منهم ثلاثة عشر فبلغ
ثقيفا بالطائف ، فتداعوا للقتال ، ثم اصطلحوا على أن يحمل عني
عروة بن مسعود ثلاث عشرة دية . وأقمت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى اعتمر عمرة
الحديبية ، فكانت أول سفرة خرجت معه فيها . وكنت أكون مع
الصديق وألزم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيمن يلزمه .
قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=879666وبعثت قريش عام الحديبية عروة بن مسعود إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليكلمه ، فأتاه ، فكلمه ، وجعل يمس لحيته ، وأنا قائم على رأس رسول الله مقنع في الحديد ، فقال المغيرة لعروة : كف يدك قبل أن لا تصل إليك ، فقال : من ذا يا محمد ؟ ما أفظه وأغلظه ، قال : ابن أخيك ، فقال : يا غدر ، والله ما غسلت عني سوءتك إلا بالأمس .
[ ص: 26 ] ابن إسحاق ، عن
عامر بن وهب ، قال : خرج
المغيرة في ستة من
بني مالك إلى
مصر تجارا ، حتى إذا كانوا
ببزاق عدا عليهم ، فذبحهم ، واستاق العير ، وأسلم .
هشيم : حدثنا
مجالد عن
الشعبي عن
المغيرة ، قال : أنا آخر الناس عهدا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما دفن خرج
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب من القبر ، فألقيت خاتمي ، فقلت : يا
أبا الحسن ، خاتمي ! قال : انزل فخذه ، قال : فمسحت يدي على الكفن ، ثم خرجت .
ورواه
محاضر عن
عاصم الأحول ، عن
الشعبي . قال
الواقدي : حدثنا
عبد الله بن محمد بن عمر بن علي ، عن أبيه ، عن جده : قال
علي لما ألقى
المغيرة خاتمه : لا يتحدث الناس أنك نزلت في قبر نبي الله ، ولا يتحدثون أن خاتمك في قبره ، ونزل
علي ، فناوله إياه .
حسين بن حفص ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17241هشام بن سعد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم ، عن أبيه ; أن
عمر استعمل
المغيرة بن شعبة على
البحرين ، فكرهوه ، فعزله
عمر ، فخافوا أن يرده . فقال دهقانهم إن فعلتم ما آمركم لم يرده علينا . قالوا : مرنا . قال : تجمعون مائة ألف حتى أذهب بها إلى
عمر ، فأقول : إن
المغيرة اختان هذا ، فدفعه إلي . قال : فجمعوا له مائة ألف ، وأتى
عمر ، فقال ذلك . فدعا
المغيرة ، فسأله ، قال : كذب أصلحك الله ، إنما كانت مائتي ألف ، قال : فما حملك على هذا ؟ قال : العيال والحاجة . فقال
عمر [ ص: 27 ] للعلج : ما تقول ؟ قال : لا والله لأصدقنك ما دفع إلي قليلا ولا كثيرا . فقال
عمر للمغيرة : ما أردت إلى هذا ؟ قال : الخبيث كذب علي ، فأحببت أن أخزيه .
سلمة بن بلال ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12004أبي رجاء العطاردي قال : كان فتح
الأبلة على يد
nindex.php?page=showalam&ids=364عتبة بن غزوان ، فلما خرج إلى
عمر ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=19للمغيرة بن شعبة : صل بالناس . فلما هلك
عتبة ، كتب
عمر إلى
المغيرة بإمرة
البصرة ، فبقي عليها ثلاث سنين .
عبد الوهاب بن عطاء : أخبرنا
سعيد ، عن
قتادة ; أن
أبا بكرة ،
ونافع بن الحارث وشبل بن معبد ، شهدوا على
المغيرة أنهم رأوه يولجه ويخرجه ، وكان
زياد رابعهم ، وهو الذي أفسد عليهم . فأما الثلاثة فشهدوا ، فقال
أبو بكرة : والله لكأني بأير جدري في فخذها . فقال
عمر حين رأى
زيادا : إني لأرى غلاما لسنا ، لا يقول إلا حقا ، ولم يكن ليكتمني ، فقال : لم أر ما قالوا ، لكني رأيت ريبة ، وسمعت نفسا عاليا . فجلدهم
عمر ، وخلاه . وهو
nindex.php?page=showalam&ids=15935زياد بن أبيه . ذكر القصة
سيف بن عمر ،
وأبو حذيفة النجاري مطولة بلا سند .
[ ص: 28 ] وقال
أبو عتاب الدلال : حدثنا
أبو كعب صاحب الحرير ، عن
عبد العزيز بن أبي بكرة قال : كنا جلوسا
وأبو بكرة وأخوه
نافع ،
وشبل ، فجاء
المغيرة ، فسلم على
أبي بكرة ، فقال : أيها الأمير ! ما أخرجك من دار الإمارة ؟ قال : أتحدث إليكم . قال : بل تبعث إلى من تشاء . ثم دخل ، فأتى باب
أم جميل العشية ، فدخل . فقال
أبو بكرة : ليس على هذا صبر . وقال لغلام : ارتق غرفتي ، فانظر من الكوة . فانطلق ، فنظر وجاء ، فقال : وجدتهما في لحاف ، فقال للقوم : قوموا معي ، فقاموا ، فنظر
أبو بكرة فاسترجع ، ثم قال لأخيه : انظر ; فنظر ، فقال : رأيت الزنا محضا ؟ قال : وكتب إلى
عمر بما رأى ، فأتاه أمر فظيع . فبعث على
البصرة أبا موسى ، وأتوا
عمر ، فشهدوا حتى قدموا
زيادا ، فقال : رأيتهما في لحاف واحد ، وسمعت نفسا عاليا ولا أدري ما وراءه . فكبر
عمر ، وضرب القوم إلا
زيادا .
شعبة ، عن
مغيرة ، عن
سماك بن سلمة قال : أول من سلم عليه بالإمرة
المغيرة بن شعبة . يعني قول المؤذن عند خروج الإمام إلى الصلاة : السلام عليك أيها الأمير ورحمة الله وبركاته .
عن
ابن سيرين ، كان الرجل يقول للآخر : غضب الله عليك كما غضب أمير المؤمنين على
المغيرة ، عزله عن
البصرة ، فولاه
الكوفة . قال
الليث : وقعة
أذربيجان كانت سنة اثنتين وعشرين ، وأميرها
المغيرة بن شعبة . وقيل : افتتح
المغيرة همذان عنوة .
[ ص: 29 ] قال
الليث : وحج بالناس
المغيرة سنة أربعين .
جرير بن عبد الحميد : عن
مغيرة ; أن
المغيرة بن شعبة قال
لعلي حين قتل
عثمان : اقعد في بيتك ولا تدع إلى نفسك ، فإنك لو كنت في جحر
بمكة لم يبايعوا غيرك . وقال
لعلي : إن لم تطعني في هذه الرابعة ، لأعتزلنك ، ابعث إلى
معاوية عهده ، ثم اخلعه بعد . فلم يفعل ، فاعتزله
المغيرة باليمن . فلما شغل
علي ومعاوية ، فلم يبعثوا إلى الموسم أحدا ; جاء
المغيرة ، فصلى بالناس ، ودعا
لمعاوية .
سعيد بن داود الزنبري : حدثنا
مالك ، عن عمه
أبي سهيل ، عن أبيه ; قال : لقي
عمار المغيرة في سكك
المدينة ، وهو متوشح سيفا ، فناداه يا
مغيرة ! فقال : ما تشاء ؟ قال : هل لك في الله ؟ قال : وددت والله أني علمت ذلك ، إني والله ما رأيت
عثمان مصيبا ، ولا رأيت قبله صوابا ، فهل لك يا
أبا اليقظان أن تدخل بيتك ، وتضع سيفك حتى تنجلي هذه الظلمة ، ويطلع قمرها فنمشي مبصرين ؟ قال : أعوذ بالله أن أعمى بعد إذ كنت بصيرا . قال : يا
أبا اليقظان ، إذا رأيت السيل ، فاجتنب جريته .
حجاج بن أبي منيع : حدثنا جدي ، عن
الزهري ; قال : دعا
معاوية عمرو بن العاص بالكوفة ، فقال : أعني على
الكوفة ، قال : كيف
بمصر ؟ قال : أستعمل عليها ابنك
عبد الله بن عمرو ، قال : فنعم . فبينا هم على ذلك جاء
المغيرة بن شعبة - وكان معتزلا
بالطائف - فناجاه
معاوية . فقال
المغيرة : تؤمر
عمرا على
الكوفة ، وابنه على
مصر ، وتكون كالقاعد بين لحيي الأسد . قال : ما ترى ؟ قال : أنا أكفيك
الكوفة . قال : فافعل . فقال
[ ص: 30 ] معاوية لعمرو حين أصبح : إني قد رأيت كذا ، ففهم
عمرو ، فقال : ألا أدلك على أمير
الكوفة ؟ قال : بلى ، قال :
المغيرة ، واستغن برأيه وقوته عن المكيدة ، واعزله عن المال ، قد كان قبلك
عمر وعثمان ففعلا ذلك ، قال : نعم ما رأيت . فدخل عليه
المغيرة ، فقال : إني كنت أمرتك على الجند والأرض ، ثم ذكرت سنة
عمر وعثمان قبلي ، قال : قد قبلت . قال
الليث : كان
المغيرة قد اعتزل ، فلما صار الأمر إلى
معاوية كاتبه
المغيرة .
طلق بن غنام : حدثنا
شريك ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16490عبد الملك بن عمير قال : كتب
المغيرة إلى
معاوية ، فذكر فناء عمره ، وفناء أهل بيته ، وجفوة
قريش له . فورد الكتاب على
معاوية وزياد عنده ، فقال : يا أمير المؤمنين ، ولني إجابته ، فألقى إليه الكتاب ، فكتب : أما ما ذكرت من ذهاب عمرك ; فإنه لم يأكله غيرك . وأما فناء أهل بيتك ، فلو أن أمير المؤمنين قدر أن يقي أحدا لوقى أهله ، وأما جفوة
قريش ; فأنى يكون ذاك وهم أمروك . قال
ابن شوذب : أحصن
المغيرة أربعا من بنات
أبي سفيان ، وكان آخر من تزوج منهن بها عرج .
ابن عيينة ، عن
مجالد ، عن
الشعبي : سمعت
قبيصة بن جابر يقول : صحبت
المغيرة بن شعبة ، فلو أن مدينة لها ثمانية أبواب ، لا يخرج من باب منها إلا بمكر ، لخرج من أبوابها كلها .
[ ص: 31 ] يونس بن أبي إسحاق ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11865أبي السفر ; قيل
للمغيرة : إنك تحابي ، قال : إن المعرفة تنفع عند الجمل الصؤول ، والكلب العقور ، فكيف بالمسلم .
عاصم الأحول ، عن
بكر بن عبد الله ، عن
المغيرة بن شعبة قال : لقد تزوجت سبعين امرأة أو أكثر .
أبو إسحاق الطالقاني : حدثنا
ابن المبارك قال : كان تحت
المغيرة بن شعبة أربع نسوة . قال : فصفهن بين يديه وقال : أنتن حسنات الأخلاق ، طويلات الأعناق ، ولكني رجل مطلاق ، فأنتن الطلاق .
ابن وهب : حدثنا
مالك قال : كان
المغيرة نكاحا للنساء ، ويقول : صاحب الواحدة إن مرضت مرض ، وإن حاضت حاض ، وصاحب المرأتين بين نارين تشعلان ، وكان ينكح أربعا جميعا ويطلقهن جميعا .
شعبة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15939زياد بن علاقة ، سمعت
جريرا يقول حين مات
المغيرة بن شعبة : أوصيكم بتقوى الله ، وأن تسمعوا وتطيعوا حتى يأتيكم أمير ، استغفروا
للمغيرة غفر الله له ، فإنه كان يحب العافية . وفي لفظ
أبي عوانة عن
زياد : فإنه كان يحب العفو .
أبو بكر بن عياش ، عن
حصين ، عن
هلال بن يساف ، عن
عبد الله بن ظالم قال : كان
المغيرة ينال في خطبته من
علي ، وأقام خطباء ينالون منه ،
[ ص: 32 ] وذكر الحديث في العشرة المشهود لهم بالجنة ،
nindex.php?page=showalam&ids=85لسعيد بن زيد .
حجاج الصواف : حدثني
إياس بن معاوية ، عن أبيه قال : لما كان يوم
القادسية ، ذهب
المغيرة بن شعبة في عشرة إلى صاحب
فارس ، فقال : إنا قوم
مجوس ، وإنا نكره قتلكم لأنكم تنجسون علينا أرضنا . فقال : إنا كنا نعبد الحجارة حتى بعث الله إلينا رسولا ، فاتبعناه ، ولم نجئ لطعام ، بل أمرنا بقتال عدونا ، فجئنا لنقتل مقاتلتكم ، ونسبي ذراريكم . وأما ما ذكرت من الطعام فما نجد ما نشبع منه ; فجئنا فوجدنا في أرضكم طعاما كثيرا وماء ، فلا نبرح حتى يكون لنا ولكم . فقال العلج : صدق . قال : وأنت تفقأ عينك غدا ، ففقئت عينه بسهم . قال
nindex.php?page=showalam&ids=16490عبد الملك بن عمير : رأيت
زيادا واقفا على قبر
المغيرة يقول :
إن تحت الأحجار حزما وعزما وخصيما ألد ذا معلاق حية في الوجار أربد لا ين
فع منه السليم نفثة راق
وقال الجماعة : مات أمير
الكوفة المغيرة في سنة خمسين في شعبان وله سبعون سنة . وله في " الصحيحين " اثنا عشر حديثا ، وانفرد له
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري بحديث ،
ومسلم بحديثين .
الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ ( ع )
ابْنِ أَبِي عَامِرِ بْنِ مَسْعُودِ بْنِ مُعَتِّبٍ . الْأَمِيرُ أَبُو عِيسَى ، وَيُقَالُ : أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ، وَقِيلَ : أَبُو مُحَمَّدٍ . مِنْ كِبَارِ الصَّحَابَةِ أُولِي الشَّجَاعَةِ وَالْمَكِيدَةِ شَهِدَ بَيْعَةَ الرِّضْوَانِ . كَانَ رَجُلًا طِوَالًا مَهِيبًا ، ذَهَبَتْ عَيْنُهُ يَوْمَ
الْيَرْمُوكِ ، وَقِيلَ : يَوْمَ
الْقَادِسِيَّةِ .
رَوَى
مُغِيرَةُ بْنُ الرَّيَّانِ ، عَنِ
الزُّهْرِيِّ ، قَالَتْ
عَائِشَةُ : كَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَامَ
الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ يَنْظُرُ إِلَيْهَا ، فَذَهَبَتْ عَيْنُهُ .
[ ص: 22 ] قَالَ
ابْنُ سَعْدٍ كَانَ
الْمُغِيرَةُ أَصْهَبَ الشَّعْرِ جِدًّا ، يُفَرِّقُ رَأْسَهُ فُرُوقًا أَرْبَعَةً ، أَقْلَصُ الشَّفَتَيْنِ . مَهْتُومًا ، ضَخْمَ الْهَامَةِ ، عَبْلَ الذِّرَاعَيْنِ ، بَعِيدَ مَا بَيْنَ الْمَنْكِبَيْنِ . وَكَانَ دَاهِيَةً ، يُقَالُ لَهُ :
مُغِيرَةُ الرَّأْيِ . وَعَنِ
الشَّعْبِيِّ : أَنَّ
الْمُغِيرَةَ سَارَ مِنْ
دِمَشْقَ إِلَى
الْكُوفَةِ خَمْسًا . حَدَّثَ عَنْهُ بَنُوهُ :
عُرْوَةُ ،
وَحَمْزَةُ ،
وَعَقَّارُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=83وَالْمِسْوَرُ بْنُ مَخْرَمَةَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=481وَأَبُو أُمَامَةَ الْبَاهِلِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16834وَقَيْسُ بْنُ أَبِي حَازِمٍ ،
وَمَسْرُوقٌ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16115وَأَبُو وَائِلٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16561وَعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14577وَالشَّعْبِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=11811وَأَبُو إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيُّ ،
وَعَلِىُّ بْنُ رَبِيعَةَ الْوَالِبِيُّ ، وَطَائِفَةٌ خَاتِمَتُهُمْ
nindex.php?page=showalam&ids=15939زِيَادُ بْنُ عَلَاقَةَ .
nindex.php?page=showalam&ids=15500الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ : أَخْبَرَنَا
أَبُو النَّضْرِ ، حَدَّثَنَا
يُونُسُ بْنُ مَيْسَرَةَ ، سَمِعَ
أَبَا إِدْرِيسَ قَالَ : قَدِمَ
الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ دِمَشْقَ ، فَسَأَلْتُهُ ، فَقَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=879663وَضَّأْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ ، فَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ .
مَعْمَرٌ ، عَنِ
الزُّهْرِيِّ قَالَ : كَانَ دُهَاةُ النَّاسِ فِي الْفِتْنَةِ خَمْسَةً ، فَمِنْ
قُرَيْشٍ :
عَمْرٌو ،
وَمُعَاوِيَةُ . وَمِنَ
الْأَنْصَارِ :
قَيْسُ بْنُ سَعْدٍ . وَمِنْ
ثَقِيفٍ :
[ ص: 23 ] الْمُغِيرَةُ . وَمِنَ
الْمُهَاجِرِينَ :
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُدَيْلِ بْنِ وَرْقَاءَ الْخُزَاعِيُّ . فَكَانَ مَعَ
عَلِيٍّ قَيْسٌ وَابْنُ بُدَيْلٍ ، وَاعْتَزَلَ
الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ .
nindex.php?page=showalam&ids=15944زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ ، عَنْ أَبِيهِ ،
nindex.php?page=hadith&LINKID=879664عَنِ الْمُغِيرَةِ قَالَ : كَنَّانِي النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِأَبِي عِيسَى .
وَرَوَى
حَبِيبُ بْنُ الشَّهِيدِ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15944زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، عَنْ أَبِيهِ ; أَنَّ
عُمَرَ قَالَ لِابْنِهِ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ : مَا
أَبُو عِيسَى ؟ قَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ! اكْتَنَى بِهَا
الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15944زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ; أَنَّ
عُمَرَ غَيَّرَ كُنْيَةَ
الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ ، وَكَنَّاهُ
أَبَا عَبْدِ اللَّهِ وَقَالَ : هَلْ
لِعِيسَى مِنْ أَبٍ ؟ وَعَنْ
أَبِي مُوسَى الثَّقَفِيِّ قَالَ : كَانَ
الْمُغِيرَةُ رَجُلًا طِوَالًا ، أَعْوَرَ ، أُصِيبَتْ عَيْنُهُ يَوْمَ
الْيَرْمُوكِ .
[ ص: 24 ] وَعَنْ غَيْرِهِ : ذَهَبَتْ عَيْنُهُ يَوْمَ
الْقَادِسِيَّةِ ، وَقِيلَ :
بِالطَّائِفِ ، وَمَرَّ أَنَّهَا ذَهَبَتْ مِنْ كُسُوفِ الشَّمْسِ .
وَرَوَى
الْوَاقِدِيُّ ; عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
يَعْقُوبَ بْنِ عُتْبَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، وَعَنْ جَمَاعَةٍ قَالُوا : قَالَ
الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ :
كُنَّا مُتَمَسِّكِينَ بِدِينِنَا وَنَحْنُ سَدَنَةُ اللَّاتِ ، فَأَرَانِي لَوْ رَأَيْتُ قَوْمَنَا قَدْ أَسْلَمُوا مَا تَبِعْتُهُمْ . فَأَجْمَعَ نَفَرٌ مِنْ بَنِي مَالِكٍ الْوُفُودَ عَلَى الْمُقَوْقِسِ وَإِهْدَاءِ هَدَايَا لَهُ ، فَأَجْمَعْتُ الْخُرُوجَ مَعَهُمْ ، فَاسْتَشَرْتُ عَمِّي عُرْوَةَ بْنَ مَسْعُودٍ ، فَنَهَانِي ، وَقَالَ : لَيْسَ مَعَكَ مِنْ بَنِي أَبِيكَ أَحَدٌ ، فَأَبَيْتُ ، وَسِرْتُ مَعَهُمْ ، وَمَا مَعَهُمْ مِنَ الْأَحْلَافِ غَيْرِي ; حَتَّى دَخَلْنَا الْإِسْكَنْدَرِيَّةَ ، فَإِذَا الْمُقَوْقِسُ فِي مَجْلِسٍ مُطِلٍّ عَلَى الْبَحْرِ ، فَرَكِبْتُ زَوْرَقًا حَتَّى حَاذَيْتُ مَجْلِسَهُ ، فَأَنْكَرَنِي ، وَأَمَرَ مَنْ يَسْأَلُنِي ، فَأَخْبَرْتُهُ بِأَمْرِنَا وَقُدُومِنَا ، فَأَمَرَ أَنْ نَنْزِلَ فِي الْكَنِيسَةِ ، وَأَجْرَى عَلَيْنَا ضِيَافَةً ، ثُمَّ أُدْخِلْنَا عَلَيْهِ ، فَنَظَرَ إِلَى رَأْسِ بَنِي مَالِكٍ ، فَأَدْنَاهُ ، وَأَجْلَسَهُ مَعَهُ ، ثُمَّ سَأَلَهُ ، أَكُلُّكُمْ مَنْ بَنِي مَالِكٍ ؟
قَالَ : نَعَمْ ، سِوَى رَجُلٍ وَاحِدٍ ، فَعَرَّفَهُ بِي . فَكُنْتُ أَهْوَنَ الْقَوْمِ عَلَيْهِ ، وَسُرَّ بِهَدَايَاهُمْ ، وَأَعْطَاهُمُ الْجَوَائِزَ ، وَأَعْطَانِي شَيْئًا لَا ذِكْرَ لَهُ . وَخَرَجْنَا ، فَأَقْبَلَتْ بَنُو مَالِكٍ يَشْتَرُونَ هَدَايَا لِأَهْلِهِمْ ، وَلَمْ يَعْرِضْ عَلَيَّ أَحَدٌ مِنْهُمْ مُوَاسَاةً ، وَخَرَجُوا ، وَحَمَلُوا مَعَهُمُ الْخَمْرَ ، فَكُنَّا نَشْرَبُ ، فَأَجْمَعْتُ عَلَى قَتْلِهِمْ ، فَتَمَارَضْتُ ، وَعَصَبْتُ رَأْسِي ، فَوَضَعُوا شَرَابَهُمْ ، فَقُلْتُ : رَأْسِي يُصَدَّعُ وَلَكِنِّي أَسْقِيكُمْ ، فَلَمْ يُنْكِرُوا ، فَجَعَلْتُ أَصْرِفُ لَهُمْ وَأُتْرِعُ لَهُمُ الْكَأْسَ ، فَيَشْرَبُونَ وَلَا يَدْرُونَ ، حَتَّى نَامُوا سُكْرًا ، فَوَثَبْتُ ، وَقَتَلْتُهُمْ جَمِيعًا ، وَأَخَذْتُ مَا مَعَهُمْ . فَقَدِمْتُ عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَجِدُهُ جَالِسًا فِي الْمَسْجِدِ مَعَ أَصْحَابِهِ ، وَعَلَيَّ ثِيَابُ سَفَرِي ، فَسَلَّمْتُ ، فَعَرَفَنِي أَبُو بَكْرٍ ; [ ص: 25 ] فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَاكَ لِلْإِسْلَامِ ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ : أَمِنْ مِصْرَ أَقْبَلْتُمْ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ : مَا فَعَلَ الْمَالِكِيُّونَ ؟ قُلْتُ : قَتَلْتُهُمْ ، وَأَخَذْتُ أَسَلَابَهُمْ ، وَجِئْتُ بِهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ لِيُخَمِّسَهَا . فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : أَمَّا إِسْلَامُكَ فَنَقْبَلُهُ ، وَلَا آخُذُ مِنْ أَمْوَالِهِمْ شَيْئًا ، لِأَنَّ هَذَا غَدْرٌ ، وَلَا خَيْرَ فِي الْغَدْرِ . فَأَخَذَنِي مَا قَرُبَ وَمَا بَعُدَ ، وَقُلْتُ : إِنَّمَا قَتَلْتُهُمْ وَأَنَا عَلَى دِينِ قَوْمِي ، ثُمَّ أَسْلَمْتُ السَّاعَةَ ، قَالَ : فَإِنَّ الْإِسْلَامَ يَجُبُّ مَا كَانَ قَبْلَهُ .
وَكَانَ قَتَلَ مِنْهُمْ ثَلَاثَةَ عَشَرَ فَبَلَغَ
ثَقِيفًا بِالطَّائِفِ ، فَتَدَاعَوْا لِلْقِتَالِ ، ثُمَّ اصْطَلَحُوا عَلَى أَنْ يَحْمِلَ عَنِّي
عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ ثَلَاثَ عَشْرَةَ دِيَةً . وَأَقَمْتُ مَعَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَتَّى اعْتَمَرَ عُمْرَةَ
الْحُدَيْبِيَةِ ، فَكَانَتْ أَوَّلَ سَفْرَةٍ خَرَجْتُ مَعَهُ فِيهَا . وَكُنْتُ أَكُونُ مَعَ
الصِّدَّيقِ وَأَلْزَمُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِيمَنْ يَلْزَمُهُ .
قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=879666وَبَعَثَتْ قُرَيْشٌ عَامَ الْحُدَيْبِيَةِ عُرْوَةَ بْنَ مَسْعُودٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِيُكَلِّمَهُ ، فَأَتَاهُ ، فَكَلَّمَهُ ، وَجَعَلَ يَمَسُّ لِحْيَتَهُ ، وَأَنَا قَائِمٌ عَلَى رَأْسِ رَسُولِ اللَّهِ مُقَنَّعٌ فِي الْحَدِيدِ ، فَقَالَ الْمُغِيرَةُ لِعُرْوَةَ : كُفَّ يَدَكَ قَبْلَ أَنْ لَا تَصِلَ إِلَيْكَ ، فَقَالَ : مَنْ ذَا يَا مُحَمَّدُ ؟ مَا أَفَظَّهُ وَأَغْلَظَهُ ، قَالَ : ابْنُ أَخِيكَ ، فَقَالَ : يَا غُدَرُ ، وَاللَّهِ مَا غَسَلْتُ عَنِّي سَوْءَتَكَ إِلَّا بِالْأَمْسِ .
[ ص: 26 ] ابْنُ إِسْحَاقَ ، عَنْ
عَامِرِ بْنِ وَهْبٍ ، قَالَ : خَرَجَ
الْمُغِيرَةُ فِي سِتَّةٍ مِنْ
بَنِي مَالِكٍ إِلَى
مِصْرَ تُجَّارًا ، حَتَّى إِذَا كَانُوا
بِبُزَاقَ عَدَا عَلَيْهِمْ ، فَذَبَحَهُمْ ، وَاسْتَاقَ الْعِيرَ ، وَأَسْلَمَ .
هُشَيْمٌ : حَدَّثَنَا
مُجَالِدٌ عَنِ
الشَّعْبِيِّ عَنِ
الْمُغِيرَةِ ، قَالَ : أَنَا آخِرُ النَّاسِ عَهْدًا بِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَمَّا دُفِنَ خَرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ مِنَ الْقَبْرِ ، فَأَلْقَيْتُ خَاتَمِي ، فَقُلْتُ : يَا
أَبَا الْحَسَنِ ، خَاتَمِي ! قَالَ : انْزِلْ فَخُذْهُ ، قَالَ : فَمَسَحْتُ يَدِي عَلَى الْكَفَنِ ، ثُمَّ خَرَجْتُ .
وَرَوَاهُ
مُحَاضِرٌ عَنْ
عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ ، عَنِ
الشَّعْبِيِّ . قَالَ
الْوَاقِدِيُّ : حَدَّثَنَا
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ : قَالَ
عَلِيٌّ لَمَّا أَلْقَى
الْمُغِيرَةُ خَاتَمَهُ : لَا يَتَحَدَّثُ النَّاسُ أَنَّكَ نَزَلْتَ فِي قَبْرِ نَبِيِّ اللَّهِ ، وَلَا يَتَحَدَّثُونَ أَنَّ خَاتَمَكَ فِي قَبْرِهِ ، وَنَزَلَ
عَلِيٌّ ، فَنَاوَلَهُ إِيَّاهُ .
حُسَيْنُ بْنُ حَفْصٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=17241هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15944زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، عَنْ أَبِيهِ ; أَنَّ
عُمَرَ اسْتَعْمَلَ
الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ عَلَى
الْبَحْرَيْنِ ، فَكَرِهُوهُ ، فَعَزَلَهُ
عُمَرُ ، فَخَافُوا أَنْ يَرُدَّهُ . فَقَالَ دِهْقَانُهُمْ إِنْ فَعَلْتُمْ مَا آمُرُكُمْ لَمْ يَرُدُّهُ عَلَيْنَا . قَالُوا : مُرْنَا . قَالَ : تَجْمَعُونَ مِائَةَ أَلْفٍ حَتَّى أَذْهَبَ بِهَا إِلَى
عُمَرَ ، فَأَقُولُ : إِنَّ
الْمُغِيرَةَ اخْتَانَ هَذَا ، فَدَفَعَهُ إِلَيَّ . قَالَ : فَجَمَعُوا لَهُ مِائَةَ أَلْفٍ ، وَأَتَى
عُمَرَ ، فَقَالَ ذَلِكَ . فَدَعَا
الْمُغِيرَةَ ، فَسَأَلَهُ ، قَالَ : كَذَبَ أَصْلَحَكَ اللَّهُ ، إِنَّمَا كَانَتْ مِائَتَيْ أَلْفٍ ، قَالَ : فَمَا حَمَلَكَ عَلَى هَذَا ؟ قَالَ : الْعِيَالُ وَالْحَاجَةُ . فَقَالَ
عُمَرُ [ ص: 27 ] لِلْعِلْجِ : مَا تَقُولُ ؟ قَالَ : لَا وَاللَّهِ لَأَصْدُقَنَّكَ مَا دَفَعَ إِلَيَّ قَلِيلًا وَلَا كَثِيرًا . فَقَالَ
عُمَرُ لِلْمُغِيرَةِ : مَا أَرَدْتَ إِلَى هَذَا ؟ قَالَ : الْخَبِيثُ كَذَبَ عَلَيَّ ، فَأَحْبَبْتُ أَنْ أُخْزِيَهُ .
سَلَمَةُ بْنُ بِلَالٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=12004أَبِي رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيِّ قَالَ : كَانَ فَتْحُ
الْأُبُلَّةِ عَلَى يَدِ
nindex.php?page=showalam&ids=364عُتْبَةَ بْنِ غَزْوَانَ ، فَلَمَّا خَرَجَ إِلَى
عُمَرَ ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=19لِلْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ : صَلِّ بِالنَّاسِ . فَلَمَّا هَلَكَ
عُتْبَةُ ، كَتَبَ
عُمَرُ إِلَى
الْمُغِيرَةِ بِإِمْرَةِ
الْبَصْرَةِ ، فَبَقِيَ عَلَيْهَا ثَلَاثَ سِنِينَ .
عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ : أَخْبَرَنَا
سَعِيدٌ ، عَنْ
قَتَادَةَ ; أَنَّ
أَبَا بَكْرَةَ ،
وَنَافِعَ بْنَ الْحَارِثِ وَشِبْلَ بْنَ مَعْبَدٍ ، شَهِدُوا عَلَى
الْمُغِيرَةِ أَنَّهُمْ رَأَوْهُ يُولِجُهُ وَيُخْرِجُهُ ، وَكَانَ
زِيَادٌ رَابِعَهُمْ ، وَهُوَ الَّذِي أَفْسَدَ عَلَيْهِمْ . فَأَمَّا الثَّلَاثَةُ فَشَهِدُوا ، فَقَالَ
أَبُو بَكْرَةَ : وَاللَّهِ لَكَأَنِّي بِأَيْرِ جُدَرِيٍّ فِي فَخِذِهَا . فَقَالَ
عُمَرُ حِينَ رَأَى
زِيَادًا : إِنِّي لَأَرَى غُلَامًا لَسِنًا ، لَا يَقُولُ إِلَّا حَقًّا ، وَلَمْ يَكُنْ لِيَكْتُمَنِي ، فَقَالَ : لَمْ أَرَ مَا قَالُوا ، لَكِنِّي رَأَيْتُ رِيبَةً ، وَسَمِعْتُ نَفَسًا عَالِيًا . فَجَلَدَهُمْ
عُمَرُ ، وَخَلَّاهُ . وَهُوَ
nindex.php?page=showalam&ids=15935زِيَادُ بْنُ أَبِيهِ . ذَكَرَ الْقِصَّةَ
سَيْفُ بْنُ عُمَرَ ،
وَأَبُو حُذَيْفَةَ النَّجَّارِيُّ مُطَوَّلَةً بِلَا سَنَدٍ .
[ ص: 28 ] وَقَالَ
أَبُو عِتَابٍ الدَّلَالُ : حَدَّثَنَا
أَبُو كَعْبٍ صَاحِبُ الْحَرِيرِ ، عَنْ
عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ قَالَ : كُنَّا جُلُوسًا
وَأَبُو بَكْرَةَ وَأَخُوهُ
نَافِعٌ ،
وَشِبْلٌ ، فَجَاءَ
الْمُغِيرَةُ ، فَسَلَّمَ عَلَى
أَبِي بَكْرَةَ ، فَقَالَ : أَيُّهَا الْأَمِيرُ ! مَا أَخْرَجَكَ مِنْ دَارِ الْإِمَارَةِ ؟ قَالَ : أَتَحَدَّثُ إِلَيْكُمْ . قَالَ : بَلْ تَبْعَثُ إِلَى مَنْ تَشَاءُ . ثُمَّ دَخَلَ ، فَأَتَى بَابَ
أُمِّ جَمِيلٍ الْعَشِيَّةَ ، فَدَخَلَ . فَقَالَ
أَبُو بَكْرَةَ : لَيْسَ عَلَى هَذَا صَبْرٌ . وَقَالَ لِغُلَامٍ : ارْتَقِ غُرْفَتِي ، فَانْظُرْ مِنَ الْكُوَّةِ . فَانْطَلَقَ ، فَنَظَرَ وَجَاءَ ، فَقَالَ : وَجَدْتُهُمَا فِي لِحَافٍ ، فَقَالَ لِلْقَوْمِ : قُومُوا مَعِي ، فَقَامُوا ، فَنَظَرَ
أَبُو بَكْرَةَ فَاسْتَرْجَعَ ، ثُمَّ قَالَ لِأَخِيهِ : انْظُرْ ; فَنَظَرَ ، فَقَالَ : رَأَيْتُ الزِّنَا مَحْضًا ؟ قَالَ : وَكَتَبَ إِلَى
عُمَرَ بِمَا رَأَى ، فَأَتَاهُ أَمْرٌ فَظِيعٌ . فَبَعَثَ عَلَى
الْبَصْرَةِ أَبَا مُوسَى ، وَأَتَوْا
عُمَرَ ، فَشَهِدُوا حَتَّى قَدَّمُوا
زِيَادًا ، فَقَالَ : رَأَيْتُهُمَا فِي لِحَافٍ وَاحِدٍ ، وَسَمِعْتُ نَفَسًا عَالِيًا وَلَا أَدْرِي مَا وَرَاءَهُ . فَكَبَّرَ
عُمَرُ ، وَضَرَبَ الْقَوْمَ إِلَّا
زِيَادًا .
شُعْبَةُ ، عَنْ
مُغِيرَةَ ، عَنْ
سِمَاكِ بْنِ سَلَمَةَ قَالَ : أَوَّلُ مَنْ سَلَّمَ عَلَيْهِ بِالْإِمْرَةِ
الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ . يَعْنِي قَوْلَ الْمُؤَذِّنِ عِنْدَ خُرُوجِ الْإِمَامِ إِلَى الصَّلَاةِ : السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْأَمِيرُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ .
عَنِ
ابْنِ سِيرِينَ ، كَانَ الرَّجُلُ يَقُولُ لِلْآخَرِ : غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْكَ كَمَا غَضِبَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى
الْمُغِيرَةِ ، عَزَلَهُ عَنِ
الْبَصْرَةِ ، فَوَلَّاهُ
الْكُوفَةَ . قَالَ
اللَّيْثُ : وَقْعَةُ
أَذْرَبِيجَانَ كَانَتْ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ ، وَأَمِيرُهَا
الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ . وَقِيلَ : افْتَتَحَ
الْمُغِيرَةُ هَمَذَانَ عَنْوَةً .
[ ص: 29 ] قَالَ
اللَّيْثُ : وَحَجَّ بِالنَّاسِ
الْمُغِيرَةُ سَنَةَ أَرْبَعِينَ .
جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ : عَنْ
مُغِيرَةَ ; أَنَّ
الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ قَالَ
لَعَلِّيٍّ حِينَ قُتِلَ
عُثْمَانُ : اقْعُدْ فِي بَيْتِكَ وَلَا تَدْعُ إِلَى نَفْسِكَ ، فَإِنَّكَ لَوْ كُنْتَ فِي جُحْرٍ
بِمَكَّةَ لَمْ يُبَايِعُوا غَيْرَكَ . وَقَالَ
لَعَلِّيٍّ : إِنْ لَمْ تُطِعْنِي فِي هَذِهِ الرَّابِعَةِ ، لَأَعْتَزِلَنَّكَ ، ابْعَثْ إِلَى
مُعَاوِيَةَ عَهْدَهُ ، ثُمَّ اخْلَعْهُ بَعْدُ . فَلَمْ يَفْعَلْ ، فَاعْتَزَلَهُ
الْمُغِيرَةُ بِالْيَمَنِ . فَلَمَّا شُغِلَ
عَلِيٌّ وَمُعَاوِيَةُ ، فَلَمْ يَبْعَثُوا إِلَى الْمَوْسِمِ أَحَدًا ; جَاءَ
الْمُغِيرَةُ ، فَصَلَّى بِالنَّاسِ ، وَدَعَا
لِمُعَاوِيَةَ .
سَعِيدُ بْنُ دَاوُدَ الزَّنْبَرِيُّ : حَدَّثَنَا
مَالِكٌ ، عَنْ عَمِّهِ
أَبِي سُهَيْلٍ ، عَنْ أَبِيهِ ; قَالَ : لَقِيَ
عَمَّارٌ الْمُغِيرَةَ فِي سِكَكِ
الْمَدِينَةِ ، وَهُوَ مُتَوَشِّحٌ سَيْفًا ، فَنَادَاهُ يَا
مُغِيرَةُ ! فَقَالَ : مَا تَشَاءُ ؟ قَالَ : هَلْ لَكَ فِي اللَّهِ ؟ قَالَ : وَدِدْتُ وَاللَّهِ أَنِّي عَلِمْتُ ذَلِكَ ، إِنِّي وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ
عُثْمَانَ مُصِيبًا ، وَلَا رَأَيْتُ قَبْلَهُ صَوَابًا ، فَهَلْ لَكَ يَا
أَبَا الْيَقْظَانِ أَنَّ تَدَخُلَ بَيْتَكَ ، وَتَضَعَ سَيْفَكَ حَتَّى تَنْجَلِيَ هَذِهِ الظُّلْمَةُ ، وَيَطْلُعَ قَمَرُهَا فَنَمْشِي مُبْصِرِينَ ؟ قَالَ : أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَعْمَى بَعْدَ إِذْ كُنْتُ بَصِيرًا . قَالَ : يَا
أَبَا الْيَقْظَانِ ، إِذَا رَأَيْتَ السَّيْلَ ، فَاجْتَنِبْ جَرْيَتَهُ .
حَجَّاجُ بْنُ أَبِي مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا جَدِّي ، عَنِ
الزُّهْرِيِّ ; قَالَ : دَعَا
مُعَاوِيَةُ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ بِالْكُوفَةِ ، فَقَالَ : أَعِنِّي عَلَى
الْكُوفَةِ ، قَالَ : كَيْفَ
بِمِصْرَ ؟ قَالَ : أَسْتَعْمِلُ عَلَيْهَا ابْنَكَ
عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو ، قَالَ : فَنَعَمْ . فَبَيْنَا هُمْ عَلَى ذَلِكَ جَاءَ
الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ - وَكَانَ مُعْتَزِلًا
بِالطَّائِفِ - فَنَاجَاهُ
مُعَاوِيَةُ . فَقَالَ
الْمُغِيرَةُ : تُؤَمِّرُ
عَمْرًا عَلَى
الْكُوفَةِ ، وَابْنَهُ عَلَى
مِصْرَ ، وَتَكُونُ كَالْقَاعِدِ بَيْنَ لَحْيَيِ الْأَسَدِ . قَالَ : مَا تَرَى ؟ قَالَ : أَنَا أَكْفِيكَ
الْكُوفَةَ . قَالَ : فَافْعَلْ . فَقَالَ
[ ص: 30 ] مُعَاوِيَةُ لِعَمْرٍو حِينَ أَصْبَحَ : إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ كَذَا ، فَفَهِمَ
عَمْرٌو ، فَقَالَ : أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى أَمِيرِ
الْكُوفَةِ ؟ قَالَ : بَلَى ، قَالَ :
الْمُغِيرَةُ ، وَاسْتَغْنِ بِرَأْيِهِ وَقُوَّتِهِ عَنِ الْمَكِيدَةِ ، وَاعْزِلْهُ عَنِ الْمَالِ ، قَدْ كَانَ قَبْلَكَ
عُمَرُ وَعُثْمَانُ فَفَعَلَا ذَلِكَ ، قَالَ : نِعْمَ مَا رَأَيْتَ . فَدَخَلَ عَلَيْهِ
الْمُغِيرَةُ ، فَقَالَ : إِنِّي كُنْتُ أَمَّرْتُكَ عَلَى الْجُنْدِ وَالْأَرْضِ ، ثُمَّ ذَكَرْتُ سُنَّةَ
عُمَرَ وَعُثْمَانَ قَبْلِي ، قَالَ : قَدْ قَبِلْتُ . قَالَ
اللَّيْثُ : كَانَ
الْمُغِيرَةُ قَدِ اعْتَزَلَ ، فَلَمَّا صَارَ الْأَمْرُ إِلَى
مُعَاوِيَةَ كَاتَبَهُ
الْمُغِيرَةُ .
طَلْقُ بْنُ غَنَّامٍ : حَدَّثَنَا
شَرِيكٌ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16490عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ : كَتَبَ
الْمُغِيرَةُ إِلَى
مُعَاوِيَةَ ، فَذَكَرَ فَنَاءَ عُمْرِهِ ، وَفَنَاءَ أَهْلِ بَيْتِهِ ، وَجَفْوَةَ
قُرَيْشٍ لَهُ . فَوَرَدَ الْكِتَابُ عَلَى
مُعَاوِيَةَ وَزِيَادٌ عِنْدَهُ ، فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، وَلِّنِي إِجَابَتَهُ ، فَأَلْقَى إِلَيْهِ الْكِتَابَ ، فَكَتَبَ : أَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ ذَهَابِ عُمْرِكَ ; فَإِنَّهُ لَمْ يَأْكُلْهُ غَيْرُكَ . وَأَمَّا فَنَاءُ أَهْلِ بَيْتِكَ ، فَلَوْ أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَدَرَ أَنْ يَقِيَ أَحَدًا لَوَقَى أَهْلَهُ ، وَأَمَّا جَفْوَةُ
قُرَيْشٍ ; فَأَنَّى يَكُونُ ذَاكَ وَهُمْ أَمَّرُوكَ . قَالَ
ابْنُ شَوْذَبٍ : أَحْصَنَ
الْمُغِيرَةُ أَرْبَعًا مِنْ بَنَاتِ
أَبِي سُفْيَانَ ، وَكَانَ آخِرُ مَنْ تَزَوَّجَ مِنْهُنَّ بِهَا عَرَجٌ .
ابْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنْ
مُجَالِدٍ ، عَنِ
الشَّعْبِيِّ : سَمِعْتُ
قَبِيصَةَ بْنَ جَابِرٍ يَقُولُ : صَحِبْتُ
الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ ، فَلَوْ أَنَّ مَدِينَةً لَهَا ثَمَانِيَةُ أَبْوَابٍ ، لَا يَخْرُجُ مِنْ بَابٍ مِنْهَا إِلَّا بِمَكْرٍ ، لَخَرَجَ مِنْ أَبْوَابِهَا كُلِّهَا .
[ ص: 31 ] يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=11865أَبِي السَّفَرِ ; قِيلَ
لِلْمُغِيرَةِ : إِنَّكَ تُحَابِي ، قَالَ : إِنَّ الْمَعْرِفَةَ تَنْفَعُ عِنْدَ الْجَمَلِ الصَّؤُولِ ، وَالْكَلْبِ الْعَقُورِ ، فَكَيْفَ بِالْمُسْلِمِ .
عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ ، عَنْ
بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنِ
الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ : لَقَدْ تَزَوَّجْتُ سَبْعِينَ امْرَأَةً أَوْ أَكْثَرَ .
أَبُو إِسْحَاقَ الطَّالْقَانِيُّ : حَدَّثَنَا
ابْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ : كَانَ تَحْتَ
الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ أَرْبَعُ نِسْوَةٍ . قَالَ : فَصَفَّهُنَّ بَيْنَ يَدَيْهِ وَقَالَ : أَنْتُنَّ حَسَنَاتُ الْأَخْلَاقِ ، طَوِيلَاتُ الْأَعْنَاقِ ، وَلَكِنِّي رَجُلٌ مِطْلَاقٌ ، فَأَنْتُنَّ الطُّلَّاقُ .
ابْنُ وَهْبٍ : حَدَّثَنَا
مَالِكٌ قَالَ : كَانَ
الْمُغِيرَةُ نَكَّاحًا لِلنِّسَاءِ ، وَيَقُولُ : صَاحِبُ الْوَاحِدَةِ إِنْ مَرِضَتْ مَرِضَ ، وَإِنْ حَاضَتْ حَاضَ ، وَصَاحِبُ الْمَرْأَتَيْنِ بَيْنَ نَارَيْنِ تُشْعَلَانِ ، وَكَانَ يَنْكِحُ أَرْبَعًا جَمِيعًا وَيُطَلِّقُهُنَّ جَمِيعًا .
شُعْبَةُ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15939زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ ، سَمِعْتُ
جَرِيرًا يَقُولُ حِينَ مَاتَ
الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ : أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ ، وَأَنْ تَسْمَعُوا وَتُطِيعُوا حَتَّى يَأْتِيَكُمْ أَمِيرٌ ، اسْتَغْفِرُوا
لِلْمُغِيرَةِ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ ، فَإِنَّهُ كَانَ يُحِبُّ الْعَافِيَةَ . وَفِي لَفْظِ
أَبِي عَوَانَةَ عَنْ
زِيَادٍ : فَإِنَّهُ كَانَ يُحِبُّ الْعَفْوَ .
أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ ، عَنْ
حُصَيْنٍ ، عَنْ
هِلَالِ بْنِ يِسَافَ ، عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ظَالِمٍ قَالَ : كَانَ
الْمُغِيرَةُ يَنَالُ فِي خُطْبَتِهِ مِنْ
عَلِيٍّ ، وَأَقَامَ خُطَبَاءَ يَنَالُونَ مِنْهُ ،
[ ص: 32 ] وَذَكَرَ الْحَدِيثَ فِي الْعَشْرَةِ الْمَشْهُودِ لَهُمْ بِالْجَنَّةِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=85لِسَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ .
حَجَّاجٌ الصَّوَّافُ : حَدَّثَنِي
إِيَاسُ بْنُ مُعَاوِيَةَ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ : لَمَّا كَانَ يَوْمُ
الْقَادِسِيَّةِ ، ذَهَبَ
الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ فِي عَشَرَةٍ إِلَى صَاحِبِ
فَارِسَ ، فَقَالَ : إِنَّا قَوْمٌ
مَجُوسٌ ، وَإِنَّا نَكْرَهُ قَتْلَكُمْ لِأَنَّكُمْ تُنَجِّسُونَ عَلَيْنَا أَرْضَنَا . فَقَالَ : إِنَّا كُنَّا نَعْبُدُ الْحِجَارَةَ حَتَّى بَعَثَ اللَّهُ إِلَيْنَا رَسُولًا ، فَاتَّبَعْنَاهُ ، وَلَمْ نَجِئْ لِطَعَامٍ ، بَلْ أُمِرْنَا بِقِتَالِ عَدُوِّنَا ، فَجِئْنَا لِنَقْتُلَ مُقَاتِلَتَكُمْ ، وَنَسْبِيَ ذَرَارِيَّكُمْ . وَأَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنَ الطَّعَامِ فَمَا نَجِدُ مَا نَشْبَعُ مِنْهُ ; فَجِئْنَا فَوَجَدْنَا فِي أَرْضِكُمْ طَعَامًا كَثِيرًا وَمَاءً ، فَلَا نَبْرَحُ حَتَّى يَكُونَ لَنَا وَلَكُمْ . فَقَالَ الْعِلْجُ : صَدَقَ . قَالَ : وَأَنْتَ تُفْقَأُ عَيْنُكَ غَدًا ، فَفُقِئَتْ عَيْنُهُ بِسَهْمٍ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16490عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ : رَأَيْتُ
زِيَادًا وَاقِفًا عَلَى قَبْرِ
الْمُغِيرَةِ يَقُولُ :
إِنَّ تَحْتَ الْأَحْجَارِ حَزْمًا وَعَزْمًا وَخَصِيمًا أَلَدَّ ذَا مَعْلَاقِ حَيَّةٌ فِي الْوِجَارِ أَرْبَدُ لَا يَنْ
فَعُ مِنْهُ السَّلِيمَ نَفْثَةُ رَاقِ
وَقَالَ الْجَمَاعَةُ : مَاتَ أَمِيرُ
الْكُوفَةِ الْمُغِيرَةُ فِي سَنَةِ خَمْسِينَ فِي شَعْبَانَ وَلَهُ سَبْعُونَ سَنَةً . وَلَهُ فِي " الصَّحِيحَيْنِ " اثْنَا عَشَرَ حَدِيثًا ، وَانْفَرَدَ لَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ بِحَدِيثٍ ،
وَمُسْلِمٌ بِحَدِيثَيْنِ .