الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أعتقد أن وضعك العام جيد، فأنت تجربتك السابقة مع العلاج جيدة جدًّا، وأعتقد أن مؤهلاتك الدافعية النفسية بدأت في التقدم والبناء الحقيقي، والذي -إن شاء الله تعالى- سوف يقودك إلى مزيد من التكيف والتطبع مع الحياة بصورة إيجابية.
أعراضك معظمها نفسوجسدية، والأعراض النفسوجسدية تتطلب التجاهل، والتجاهل لا يمكن أن يصل إليه الإنسان إلا إذا صرف انتباهه، وصرف الانتباه لا يمكن أن يتم إلا من خلال حسن إدارة الوقت؛ بأن ينخرط الإنسان في مهامه الحياتية بجميع أصنافها، من: عمل، وتواصل اجتماعي، ممارسة رياضة، اهتمام بشؤون الأسرة، التطور المهني، التطور الفكري، أخذ قسط كاف من الراحة، الحرص على أمور العبادات والدين.
فيا أخِي الكريم: هذه العملية –أي عملية إدارة الحياة– تأتي من خلال حسن إدارة الوقت، وهذا كما ذكرت لك يصرف انتباهك تمامًا، الأعراض النفسوجسدية تعالج من خلال هذا المبدأ، ولا تعط نفسك فرصة لتساومك من أجل التراخي والتأجيل، كن صارمًا مع ذاتك، وسوف تحس -إن شاء الله تعالى- بالمردود الإيجابي.
موضوع الرؤى أو الأحلام المكروهة: عليك أن تستعيذ بالله تعالى من شرها ومن شر الشيطان، ولا تحكها، واتفل ثلاثًا على شقك الأيسر؛ بذلك تقضي على الأمر تمامًا، وحتى تخفف من نوعية هذه الأحلام عليك ألا تتناول وجبات ثقيلة من الطعام في وقت متأخر، كذلك تجنب شرب الشاي والقهوة ليلاً، وحاول أن تطبق تمارين الاسترخاء، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم (
2136015) فيها -إن شاء الله تعالى- فوائد كثيرة جدًّا إذا طبقها الإنسان بدقة.
موضوع أنك تحس كأنك سوف تسقط على الأرض عند الصلاة: هذا شعور يجب أن تتجاهله، فأنت لم تسقط ولن تسقط، والمشاعر السلبية نزيلها ونسيطر عليها من خلال الأفعال الإيجابية، والفعل الإيجابي هنا أمامك واضح: الصلاة في مقامها العظيم، هي مبعث للطمأنينة، وزيادة للطاقات النفسية والجسدية؛ فإذًا تغلب على هذه المشاعر من خلال الأفعال الإيجابية.
بالنسبة للعلاج الدوائي: أنا أرى أنه ربما يكون من الأفضل لك في هذه المرحلة أن تتناول عقار (زولفت) والذي يعرف علميًا باسم (سيرترالين) تحتاج فقط أن تتناوله لمدة ستة أشهر، والجرعة بسيطة وصغيرة، وهي نصف حبة – أي خمسة وعشرين مليجرامًا – تتناولها ليلاً لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعلها خمسين مليجرامًا – أي حبة واحدة – ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم نصف حبة ليلاً لمدة شهر، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم تتوقف عن تناول الدواء.
قصدتُ أيها -الفاضل الكريم- بأن أصف لك هذا الدواء من أجل الدعم البيولوجي الذي سوف يساعدك على التطبيقات السلوكية، أسأل الله أن ينفعك به، وأشكرك على تواصلك مع استشارات إسلام ويب.