الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فعبارة الولايات الكونية ليست من المصطلحات المعروفة عندنا والذي أيد الله به الرسل يسمى بالمعجزات، والمعجزة -كما عرفها العلماء- هي أمر خارق للعادة يظهره الله على يد نبي من أنبيائه ليتحدى بها قومه، وسميت بذلك لعجز البشر عن الإتيان بمثلها، وهي بمثابة التصديق لهذا العبد في كل ما أخبر به عن الله، كما قال شيخ الإسلام.
ولم يرد لفظ المعجزة في القرآن الكريم وإنما الوارد هو لفظ الآية، وهي العلامة الدالة على الشيء، وقد أيد الله جميع الأنبياء بمعجزات منها ما ذكر في القرآن أو في السنة، ومنها ما لم يذكر والمعجزات منها ما ينقضي بانقضاء الغرض الذي من أجله أظهرها الله تعالى مثل تسخير الرياح والجن وغيرهما لسليمان عليه الصلاة والسلام، ومنها ما هو باقٍ كبعض معجزات النبي صلى الله عليه وسلم ،ومن المعجزات التي أعطى الله تعالى لسليمان في حياته الاستجابة لدعائه كما جاء في قوله تعالى : قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ {ص:35}، وأما استمرار ذلك بعد موته فليس له معنى.
والله أعلم.