خلاصة الفتوى:
الصحبة لها أثر عظيم على الناس، وإذا لم يمكن الاتصال المباشر بين الداعي والمدعو، فينبغي أن يستفاد من الوسائل المتاحة المشروعة، وعلى الداعي أن يدعو بجميع ما يعلم من الدين إذا استطاع بحكمة، ولا يتكلف فيما لم يعلم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنه لا شك في تأثير الصحبة الصالحة على المسلم، ولا شك في أن الدعوة العملية أكثر تأثيراً من مجرد الكلام، ولا شك أنه يجب على الداعي أن يعمل بما يعلم وما يدعو، وألا يخالف إلى ما ينهى عنه، ولا يخالف قوله فعله، ولكن هذا لا يعني عدم الاستفادة من وسائل الإعلام ووسائل الاتصال المعاصرة، فمن لم يتمكن من مجالسة أهل العلم والاستقامة، عليه أن يحرص على الاستفادة من محاضراتهم المسموعة ودروسهم ومؤلفاتهم المكتوبة، كما أن على الداعية إن لم يتمكن من الاتصال المباشر بالمدعوين ألا يقصر في استخدام الوسائل المتاحة المشروعة في إفادة الناس.
وعلى الداعية أن يدعو الناس كلهم ويعلمهم جميع ما يحتاجون له من أمور دينهم ويبين لهم الحق فيه إذا كان يعلمه بحكمة وتلطف، فإذا تمكن من بيان الحق للسلاطين بينه لهم، وإذا علم الحق في الأمور السياسية يبين للعامة ما يحتاجون إليه، وإذا علم بعض جزئيات الدين دعا لما يعلمه وعلمه، ولا يتكلف فيفتي فيما لم يعلم؛ بل يحيل إلى أهل العلم المعروفين بالاستقامة وصلاح المعتقد.
والله أعلم.