الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد تكلم ابن القيم رحمه الله كلاماً لطيفاً في هذا الأمر فقال في زاد المعاد: وأما خاصية السبع فإنها قد وقعت قدراً وشرعاً، فخلق الله عز وجل السموات سبعاً، والأرضين سبعاً، والأيام والإنسان كمل خلقه في سبعة أطوار، وشرع الله سبحانه لعباده الطواف سبعاً، والسعي بين الصفا والمروة سبعاً، ورمي الحجارة سبعاً سبعاً، وتكبيرات العيدين سبعاً في الأولى، وقال: "مروهم بالصلاة لسبع"، "وإذا صار لغلام سبع سنين خير بين أبويه"، في رواية أخرى "أبوه أحق به من أمه"، وفي ثالثة "أمه أحق به"، وأمر النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه أن يصب عليه من سبع قرب، وسخر الله الريح على قوم عاد سبع ليال، ودعا النبي أن يعينه الله على قومه بسبع كسبع يوسف، ومثل الله سبحانه ما يضاعف به صدقة المتصدق بحبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة، والسنابل التي رآها صاحب يوسف سبعاً، والسنين التي زرعوها دأباً سبعاً، وتضاعف الصدقة إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، ويدخل الجنة من هذه الأمة بغير حساب سبعون ألفاً، فلا ريب أن لهذا العدد خاصية ليست لغيره..... إلخ ".
وللشيخ عطية محمد سالم رحمه الله كلام نفيس لخص فيه ما قاله صاحب (العذب الفائض في علم الفرائض) يوضح فيه بجلاء خصوصية العدد سبعة. فقال: إن الأعداد بعد السبعة مكررة المكرر، وأن نهاية العدد حقيقة هو العدد سبعة، كما يقول الجميع بأن المائة تكرار العشرة والألف تكرار المائة، وهكذا.
وبيان ذلك على حد قولهم أن كلاً من الأعداد واحد واثنين وثلاثة، أعداد أولية، أي ليست مركبة من مكرر بناء على أن الواحد ليس داخلاً في العدد وأن ابتداء العدد من اثنين. ثم تأتي الأربعة مجموع الاثنين والثلاثة والستة مجموع الثلاثة مرتين والسبعة مجموع الثلاثة والأربعة.
وما فوق السبعة ففيها تكرار المكرر، وتكرار المكرر لانهاية له، فالثمانية تكرار الاثنين أربع مرات، ولو قيل هي مجموع الأربعة مرتين لقيل إن الأربعة نفسها تكرار الاثنين، فلا تخرج عن تكرار المكرر، والتسعة تكرار المكرر وهو الثلاثة ثلاث مرات. والعشرة تكرار الاثنين خمس مرات.
ولذلك قال ابن القيم: والسبعة جمعت معاني العدد وخواصه.
وبناء على ذلك، يكون العدد سبعة هو النهاية للعدد وما بعده تكرار المكرر إلى ما فوقه من الأعداد.
والله أعلم.