خلاصة الفتوى:
يجب تجديد النية في كل ركعتين يتعين فيهما تحديد نية صلاة معينة، والمفتى به عندنا أن صلاة الليل من النفل تكفي فيها مطلق نية الصلاة.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن النية هي القصد ومحلها القلب، وقد اختلف أهل العلم في تجديد النية كل ركعتين من صلاة التراويح.
قال ابن عابدين الحنفي في حاشيته على رد المختار: ... وهل يشترط أن يجدد في التراويح لكل شفع نية، ففي الخلاصة الصحيح نعم لأنه صلاة على حدة، وفي الخانية الأصح لا فإن الكل بمنزلة صلاة واحدة كذا في التاترخانية، وظاهره أن الخلاف في أصل النية ويظهر لي التصحيح الأول لأنه بالسلام خرج من الصلاة حقيقة فلا بد في دخوله فيها من النية ولا شك أنه الأحوط خروجاً من الخلاف... انتهى.
وقال النووي في المجموع: .. فينوي في كل ركعتين ركعتين من صلاة التراويح..
وقال المرداوي الحنبلي في الإنصاف: ... لا بد من النية في أول كل تسليمة على الصحيح من المذهب.. انتهى.
وعليه فتلزم النية عند ابتداء كل ركعتين من صلاة التراويح والتهجد، لأن كل ركعتين صلاة مستقلة يجب أن تتوافر فيها أركان الصلاة وشروطها والتي منها النية، فكما أنه لا يغني استقبال القبلة في أول ركعتين عن استقبال القبلة في بقية الركعات فكذا لا تغني النية في أول ركعتين عن النية في باقيها، إلا أن المفتى به عندنا أن صلاة الليل من النفل المطلق الذي لا يلزم فيه تحديد نية صلاة معينة ويكفي فيه مطلق نية الصلاة كما ذكرنا في الفتوى رقم: 32622.
والله أعلم.