الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن قصر الصلاة في السفر سنة داوم عليها النبي صلى الله عليه وسلم في أسفاره، ولذا قال بعض العلماء إنه أفضل من الإتمام لمواظبة النبي صلى الله عليه وسلم في سائر أسفاره، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله بعد أن ذكر عدة أقوال للفقهاء في حكم قصر الصلاة في السفر: وأظهر الأقوال قول من يقول: إنه سنة، وإن الإتمام مكروه، ولهذا لا تجب نية القصر عند أكثر العلماء كأبي حنيفة ومالك وأحمد في أحد القولين عنه في مذهبه. انتهى.
ومن لم يقصر في السفر فإن صلاته صحيحة لكنه ترك سنة، أما عمل السنن في السفر كالرواتب ونحوها فإنه مستحب عند جماهير أهل العلم، قال النووي في المجموع: قال أصحابنا: يستحب النوافل في السفر سواء الرواتب مع الفرائض وغيرها، هذا مذهبنا ومذهب القاسم بن محمد وعروة بن الزبير وأبي بكر بن عبد الرحمن ومالك وجماهير العلماء، قال الترمذي: وبه قالت طائفة من الصحابة وإسحاق وأكثر أهل العلم، وقالت طائفة: لا يصلي الرواتب في السفر وهو مذهب ابن عمر. انتهى.
هذا عن الفقرة الأولى من السؤال.
أما عن الثانية منه فإن المسافر يستمر في قصره إلى أن يصل المكان الذي قصر منه فعند ذلك يتم؛ إلا إذا أقام أثناء سفره إقامة تقطع حكم السفر فعند ذلك يتم الصلاة، وللمزيد من التوضيح يرجى الاطلاع على الفتوى رقم: 40125، والفتوى رقم: 6215.
وعن الفقرة الثالثة فإن دعاء الخروج من المنزل مستحب ولم نجد من فرق بين المنزل الذي يقيم فيه الشخص دائماً وبين المنزل الذي يسكنه في السفر. وللفائدة ينظر ذلك في الفتوى رقم: 62807.
والله أعلم.