الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالفاصلة هي ما يقع في آخر الآية مثل قوله تعالى: وَهُوَ الَّذِيَ أَنشَأَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُون.
وهي –كما قال بعض الباحثين- خلاصة مركزة لما بدأت به الآية. وهي دائما تتناسب مع الغرض المقصود، وكل آية تنادي على فاصلتها.
يقول الطاهر بن عاشور: واعلم أن هذه الفواصل من جملة المقصود من الإعجاز؛ لأنها ترجع إلى محسنات الكلام، وهي من جانب فصاحة الكلام، فمن الغرض البلاغي الوقوف عند الفواصل لتقع في الأسماع فتتأثر نفوس السامعين بمحاسن ذلك التماثل كما تتأثر بالقوافي في الشعر وبالأسجاع في الكلام المسجوع. اهـ
فمن أهمية فواصل الآيات في القرآن الكريم -إذاً- أنها محسنات لفظية ومعنوية.