الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن المسلم لا يرضى بأن ينتقص النبي صلى الله عليه وسلم بحضرته، فيجب عليه حسب استطاعته أن ينكر على من ينكت على النبي صلى الله عليه وسلم، فإن عجز عن ذلك لم يجز له أن يبقى جالساً مع المستهزئين، فأحرى أن يضحك معهم، بل يجب اعتزالهم والإنكار عليهم ولو بالقلب عند العجز عن الإنكار بغيره، وهذا هو أضعف الإيمان.
وأما كيفية التوبة فتكون بالندم على ما سبق للحديث: الندم توبة. رواه أحمد وصححه الأرناؤوط. وبالاستغفار من ذلك الذنب؛ لقوله تعالى: وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّهَ يَجِدِ اللّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا {النساء:110}، وبالبعد عن مجالسة مثل هؤلاء، وبالتعهد بإنكار المنكر كلما رأيته، ولا يشترط أن تعلن توبتك أمام من كان حاضراً، ولا يشترط في توبة العصاة أن يعلنوها أمام من رأى أفعالهم. وراجع للبسط في الموضوع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 60843، 48790، 1048، 6069، 1845، 68328.
والله أعلم.