الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالأصل أن دعاء الأم على ولدها مستجاب لثبوت ذلك في الحديث الصحيح، كما تقدم تفصيله في الفتوى رقم: 70101.
وقد يقع الدعاء مستجابا ولو من غير قصد الداعي، ومن الأدلة على ذلك ما ثبت فى الصحيحين واللفظ للبخاري عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا نعس أحدكم وهو يصلي فليرقد حتى يذهب عنه النوم، فإن أحدكم إذا صلى وهو ناعس لا يدري لعله يستغفر فيسب نفسه.
قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: قوله « لعله يستغفر » أي يريد الاستغفار « فيسب » يعني يدعو على نفسه. وصرح به النسائي في رواية من طريق أيوب عن هشام. انتهى
وفي شرح الزرقانى على الموطأ : قوله ( لعله يذهب يستغفر ) أي يدعو برفعهما ( فيسب نفسه ) أي يدعو عليها، ففي النسائي من طريق أيوب عن هشام يدعو على نفسه وهو بالنصب جوابا للعل، والرفع عطفا على يستغفر. قال الطيبي: والنصب أولى لأن المعنى يطلب من الله الغفران لذنبه ليصير مزكى فيتكلم بما يجلب الذنب فيزيد العصيان على العصيان وكأنه قد سب نفسه. وجعل ابن أبي جمرة علة النهي خشية أن يوافق ساعة إجابة. انتهى.
وكما أن دعوة الوالدين على أولادهما مستجابة، كذلك الدعاء لهم مستجاب. وعليه، فأكثري من الدعاء للولد المذكور. وراجعي الفتوى رقم: 81093.
والله أعلم.