الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن المتر هو مائة سنتمتر، والذراع يختلف عنه فهو يطول ويقصر بحسب طول الإنسان وقصره.
وأما أهل الجنة فإنهم يدخلونها على صورة آدم، كما يدل له حديث الصحيحين: فكل من يدخل الجنة على صورة آدم.
وأما كونهم على صورة يوسف فقد ذكره بعض أهل العلم، وقد ثبت أن يوسف أعطي شطر الحسن كما في حديث مسلم، وقد ذكر بعض أهل العلم أنه أعطي نصف ما كان عند آدم من الحسن.
فإن ثبت الحديث الذي رواه الطبراني وابن أبي الدنيا وابن هبة الله في تاريخ دمشق والديلمي في الفردوس أخذنا به، ونص الحديث كما في رواية الطبراني: يحشر ما بين السقط إلى الشيخ الفاني يوم القيامة في خلق آدم وقلب أيوب وحسن يوسف مردا مكحلين. وقد ذكر الهيثمي أن أحد إسنادي الطبراني حسن، وإن لم يثبت هذا الحديث، فإن عموم حديث الصحيحين في كل من يدخل الجنة على صورة آدم ربما يستفاد منه أنهم على درجة حسن آدم، وهي أعلى من درجة حسن يوسف كما قال بعض أهل العلم.
وأما معرفة الواحد من أهل الجنة زوجته أو صديقه في الجنة، فإنه لا يناقض ما ذكر من حسن أهل الجنة، فإن الملامح الأصلية لا يلزم أن يخفيها الجمال، ثم إن أهل الجنة إذا كانوا يستدلون على منازلهم التي لم يروها في الدنيا، فمن باب أولى أن يستدلوا على أزواجهم وأصدقائهم الذين عرفوهم في الدنيا، ففي حديث البخاري عن أبي سعيد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا خلص المؤمنون من النار حبسوا بقنطرة بين الجنة والنار فيتقاصون مظالم كانت بينهم في الدنيا، حتى إذا نقوا وهذبوا أذن لهم بدخول الجنة، فوالذي نفس محمد صلى الله عليه وسلم بيده لأحدهم بمسكنه في الجنة أدل بمنزله كان في الدنيا.
والله أعلم.