الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالمؤشرات والقرائن لا تفيد اليقين، ولا تكفي للقذف وإثبات تلك الفعلة الشنيعة، وكان عليك أن تتأنى في الأمر وتعلم أنه من الشيطان لينزغ بينكما، ويسول لك اتهامه دون بينة، بل وقتله كما ذكرت عياذا بالله. قال تعالى: وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا. {سورة الإسراء53}.
فاحذره واتخذه عدوا، واتق الله تعالى في نفسك وفي عرض أخيك، ولا تتهمه بما ليس عندك فيه بينة وبرهان وأشد ذلك وأكبر جرما أن تؤذيه بالقول والفعل بناء على تلك الخيالات، فالمرء يكاد يجزم بعدم إمكانية حصول ذلك دون شعور به حتى إنك ذكرت أثر الدم وكيف يحصل ذلك بك وأنت في نوم دون أن تحس بشيء وعلى فرض أنه حصل فعلا فقد مضى والإثم على مرتكبه وإعلانه منك وتحدثك به إنما يفضحك أولا فتصبح حديث الناس بينما لا يعلم أحد الآن بالأمر غيرك.
فلا تفضح نفسك ولا توبقها بارتكاب أشد الجرائم وأفظعها ألا وهو قتل نفس مؤمنة، قال تعالى: وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا. {سورة النساء93}
وانظر إلى الفتوى رقم: 65219.
وإذا ثبت لديك حصول ذلك من زميلك وآثرت أخذ حقك في الدنيا ومعاقبته فليس لك ذلك مباشرة، وإنما عن طريق المحكمة، فترفع الأمر إليها وهي حينئذ تفعل ما تراه بناء على ما يتقرر عندها، وانظر الفتوى رقم:23376، ولمعرفة حكم القذف وخطورته انظر الفتوى رقم: 97927.
والله أعلم.