الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فليس من شك في أن إزالة الأذى عن الأب العاجز عن فعل ذلك بنفسه يعتبر من القرب المؤكدة، كما أنه من الممنوع شرعاً أن ينظر المرء إلى عورة غيره أو يمسها، سواء كان أباً أو أخاً أو غيرهما من المحارم، لقول الله تعالى: قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ* وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ {النور:31-32}، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: اصرف بصرك. كما في سنن الترمذي وأبي داود.
والذي يصح أن يتولى مثل هذا هو الزوجة إن وجدت، ولا يجوز أن يتولاه غيرها سواء كان ابنا أو بنتاً، فإن لم تكن له زوجة كان الابن أو غيره من الرجال أولى به من البنت، وإذا لم يوجد من الرجال من يقوم به، فلا حرج على البنت في أن تتولاه، لأن الضرورات تبيح المحظورات، والحاجة تنزل منزل الضرورة.
وعليه فليس عليكما من إثم فيما فعلتماه طالما أنه لم يوجد من يفعله غيركما، أما إبقاء الوالد يتقلب في النجاسة طول الليل كله انتظاراً لمجيء ولده صباحاً فما نظن أن عاقلا يقول به.
والله أعلم.