الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما سمعته من هذا الداعية من أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أوتي قوة أربعة آلاف رجل قد ذكره بعض أهل العلم، فقد قال الحافظ في الفتح بعد أن أورد الأحاديث التي ذكرتها: فعلى هذا يكون حساب قوة نبيناً أربعة آلاف. انتهى.
وهذا يتوقف على ثبوت رواية أبي نعيم، ولم نجد من حكم عليها بصحة أو ضعف، وسكوت الحافظ عنها واحتجاجه بها قد يفيد ثبوتها عنده والعلم عند الله تعالى.
وأما التفضيل بين نبينا صلى الله عليه وسلم وبين موسى عليه السلام في القوة فلا نعلم فيه نصاً، ولكن قد نقل العيني في كتابه عمدة القاري عن بعض شيوخه ما يفيد بأن نبيناً صلى الله عليه وسلم يفوق في قوته قوة كل نبي، وعلى كل حال فالأمر يتوقف على الدليل الصحيح. والكلام في مثل هذه المسائل ليس من ورائه عمل، فينبغي للمسلم أن لا يشغل نفسه به وليصرف همته على ما هو أهم.
والله أعلم.