الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلفظ (العارفين) وكذا (الواصلين) لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم استعماله في الكلام، وإنما ورد ذكر استخدام لفظ (العارفين) في أحاديث موضوعة؛ كحديث: لكل شيء معدن، ومعدن التقوى قلوب العارفين. وحديث: لا تنزلوا عبادي العارفين الموحدين من المذنبين الجنة ولا النار حتى أكون أنا الذي أنزلهم بعلمي فيهم.. وكلاهما حديث موضوع كما قال المحققون من العلماء وقد رواهما الطبراني في الأوسط.
وقد استعمل هذان اللفظان بكثرة، لا سيما لفظ العارفين، عند المتأخرين من العلماء ولا سيما الصوفية منهم، وفي الغالب أنه يطلق على العارفين بالله تعالى والواصلين إليه بطاعته، وقد يختلف المعنى المراد من هذا اللفظ بحسب قائله، فأهل وحدة الوجود وغيرهم من الضالين يطلقونه ويعنون به من كان على معتقدهم الضال، كما زعم الإسماعيلية فيما ذكره شيخ الإسلام عنهم حيث قال: .. مثل زعمهم أن لهم أحوالاً لا يقاومهم فيها أحد من الأولياء، وأن لهم طريقاً لا يعرفها أحد من العلماء... وهم الواصلون إلى كنه التحقيق وأشباه هذه الدعاوى ذات الزخرف والتزويق.. انتهى.
وقد يطلقه صاحب المعتقد الصحيح ويعني به معنى صحيحاً كما قال ابن القيم في مدارج السالكين: ... العارفون بالله وحكمته في أمره وشرعه وخلقه، وأهل البصائر في عبادته ومراده بها. انتهى.
وإذا أردت المعنى الذي عناه الخطيب المشار إليه فاذهب إليه واسأله فهو أعلم منا بما أراد.
والله أعلم.