الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الأخت السائلة أخطأت مرتين:
المرة الأولى: عندما لم تبادر إلى رد العارية مع إلزام صاحبتها بردها وتساهلها حتى ضاعت منها، قال الله تعالى: إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا {النساء:58}.
والمرة الثانية: تفريطها في رد هذه العارية إذ سلمتها لآخرين ولم تخبرهم بأن يدفعوها لصاحبتها وهذا تفريط ظاهر منها.
وعليه فالواجب عليها التوبة إلى الله عز وجل وسؤال الأشخاص الذين وضعت عندهم العارية، فإن كانت موجودة أخذتها ودفعتها إلى صاحبتها، وإن كانت تلفت ضمنتها، فترد مثلها إن كان لها مثل أو قيمتها إن لم يكن لها مثل، كما جاء في المغني: يجب رد العارية إن كانت باقية بغير خلاف ويجب ضمانها إن كانت تالفة... انتهى.
وإذا ردت إليها مثلها عند التلف فقد برئت ذمتها، ولا يجب عليها أن تخبر صاحبتها بأن هذه مثلها لا عينها.
والله أعلم.