الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن النية محلها القلب، ولا يجب التلفظ بها، ويكفي في حصول نيتك حجهم أنك جئت بهم للميقات واغتسلوا وذهبت بهم للحج، وإنما أوجب بعض أهل العلم التلبية في النسك، وقد روى ابن ماجه بسند ضعفه الألباني عن جابر قال: حججنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم: فلبينا عن الصبيان ورمينا عنهم.
وأما عدم مبيت الليلة الثالثة في منى فلا شيء فيه لأنها تعتبر متعجلة. فقد قال الله تعالى: فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ . {البقرة:203}
وأما المبيت بمنى فيتحقق بالمكث فيها أكثر من نصف الليل، فإذا مكثت فيها خمس ساعات كما في الليلتين المذكورتين فإنك لم تكمل الوقت المطلوب، ولم تقم بما يكفي، فإذا كان هذا حصل منك من دون عذر فإنه يلزمك التكفير عن ذلك عند الجمهور. وقد بسطنا الكلام عليه في الفتاوى التالية أرقامها: 18217، 29754، 48219، 22148.
وأما الرمي بالحجر فهو شرط عند الجمهور، وقد ذكر الشيرازي في المهذب إن من رمى بغير الحجر من مدر أو خزف لم يجزه. لأنه لا يقع عليه اسم الحجر، ونص النووي في الشرح على عدم إجزاء الرمي بالجص. وجوز الأحناف الرمي بكل ما كان من جنس الأرض؛ كذا في فتح القدير.
وأما الرمي ليلا في اليوم الحادي عشر والثاني عشر فهو جائز على الراجح، وخالف فيه كثير من الحنابلة، ولكن الأولى أن ترمي بعد الزوال للغروب. فهذا هو الوقت الموافق للهدى النبوي والمتفق عليه بين المذاهب.
وأما عن خلافك مع صديقك فيتعين أن تسعى في ردم هوة الخلاف بينكما، وأن تتذكر ما في تحابب المسلمين من الأجر، وما في النهي عن تباغضهم من الأحاديث.
وأما عن الاتصال بالبنات على النت والتكلم معهم بما لا يليق فهو أمر محرم تجب التوبة منه، والعزم الأكيد على البعد عنه، واستخدام الوسائل المساعدة على الالتزام بذلك، ولكن ما حصل بعد التحلل في أيام التشريق لا تأثير له على صحة الحج.
وراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 49506، 44386، 7366، 76411، 94738، 98468، 63699، 59157.
والله أعلم.