الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا نستطيع تحديد أول من ركبت البحر من النساء، وإن كنت تقصد المرأة التي بشرها النبي صلى الله عليه وسلم بأنها تركب البحر، فقد ثبت في الصحيحين أن أم حرام بنت ملحان زوج عبادة بن الصامت قد ركبت البحر غازية في سبيل الله في خلافة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما، وصرعت عن دابتها في تلك الغزاة، وكان ذلك سبب موتها رضي الله عنها.
أخرج الشيخان عن أنس بن مالك: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدخل على أم حرام بنت ملحان فتطعمه وكانت أم حرام تحت عبادة بن الصامت فدخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً فأطعمته ثم جلست تفلي، رأسه فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم استيقظ وهو يضحك قالت: فقلت: ما يضحكك يا رسول الله، قال: ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله يركبون ثبج هذا البحر ملوكاً على الأسرة أو مثل الملوك على الأسرة يشك أيهما قال، قالت: فقلت: يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم، فدعا لها. ثم وضع رأسه فنام ثم استيقظ وهو يضحك، قالت: فقلت: ما يضحكك يا رسول الله، قال: ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله كما قال في الأولى، قالت: فقلت: يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم، قال: أنت من الأولين. فركبت أم حرام بنت ملحان البحر في زمن معاوية فصرعت عن دابتها حين خرجت من البحر فهلكت.
والله أعلم.