الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
ففضل ذكر الله تعالى على أي وجه كان معلوم؛ لقول الله تعالى: يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا* وسبحوه بكرة وأصيلا. {الأحزاب: 41ـ42}. وقوله تعالى: والذاكرين الله كثيرا والذاكرات. {الأحزاب: 35}. وقول النبي صلى الله عليه وسلم: لايزال لسانك رطبا بذكر الله. رواه أحمد وصححه الأرناؤوط.
كما أن الدعاء عبادة جليلة مأمور بها. قال تعالى: (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم) [غافر: 60]. وروى أحمد والترمذي وأبو داود وابن ماجه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " الدعاء هو العبادة".
وأما عن سورة الكهف فقد أخرج الحاكم في المستدرك والبيهقي في السنن عن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين".
وفي رواية عند الحاكم أنه صلى الله عليه وسلم قال: "من قرأ سورة الكهف كما أنزلت، كانت له نورا يوم القيامة من مقامه إلى مكة، ومن قرأ عشر آيات من آخرها ثم خرج الدجال لم يسلط عليه...".
فإذا تقرر هذا، فإن كتابة ذكر أو دعاء أو تذكير بقراءة سورة الكهف يوم الجمعة أو أذكار الصباح والمساء عند وقتها على الأنترنت، ليأتي الشخص الذي يدخل بعد هذا الأول فيقول ما أوصى به الأول، ويكتب هو الآخر واجبا جديدا لمن يأتي بعده...
أقول: إن مثل هذا الفعل يعتبر من الدلالة على الخير، وفيه من الأجر ما لا يخفى. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الدال على الخير كفاعله" رواه الترمذي.
وقال صلى الله عليه وسلم: "من دل على خير فله مثل أجر فاعله" رواه مسلم.
وعليه، فهو فعل محمود ما لم يُخرَج به عن نطاق الشرع.
والله أعلم.