الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالذي نوصي به أختنا السائلة تجاه أمها هو أن تجمع بين جميع ما ذكر لها من الدعاء والدعوة واستقدام عالم يناظرها إن أذنت، وكذا إهداؤها كتابا في بيان سماحة الإسلام وعدله وأنه دين الفطرة ونحو ذلك.
وعليها بالإكثار من الدعاء، فالدعاء من أعظم أبواب الخير، وكم من كافر هداه الله تعالى بسب الدعاء، ثم اعلمي بعد ذلك كله أن الله تعالى حكيم عليم، يهدي من يشاء، ومن يعلم الله في قلبه خيرا وقابلية للهداية هداه الله؛ كما قال تعالى: إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ. {القصص:56} وكما قال تعالى:..وَلَوْ عَلِمَ اللّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَّأسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ .{الأنفال:23}
وأما ميراث المسلم من الكافر فالمسألة فيها خلاف بين الفقهاء، والذي دلت عليه الأحاديث الصحيحة وذهب إليه الجمهور من الصحابة والفقهاء أن المسلم لا يرث من قريبه الكافر ولو لم يكن حربيا، وتخصيص الكافر بالحربي لا دليل عليه، والقياس بأننا نتزوج نساءهم ولا يتزوجون نساءنا هذا قياس معارض للنص فلا يصح.
ولكن لو أوصت الأم الكافرة لابنتها أو ابنها المسلمين جاز لهم أخذ ما أوصت به إليهم لأن هذه وصية وليست ميراثا، وانظري الفتوى رقم: 95939.