الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الاحتفال بأول العام الهجري لم يكن معروفا عند السلف في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين وإنما هو من المحدثات التي أحدثها العبيديون، كما قال المقريزي، ومن المعلوم أن الشيء الذي حصل سببه في عهد السلف الأول ولم يفعلوه مع قيام المقتضي له وعدم المانع منه، فإنه يعتبر فعله بعدهم بدعة، إذ لو كان خيرا لسبقونا إليه، فالخير في اتباعهم، والشر في اتباع ما أحدث من بعدهم، كما قال شيخ الإسلام.
ولهذا نرى ترك إقامة الاحتفال بالعام الهجري ولو لم تكن أنت تنوي تكراره فقيامك بالاحتفال قد يجعل غيرك يقوم به، وأما الموكب المذكور فما نراه إلا داخلا في هذه البدعة.
وراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 8762، 76353.
والله أعلم.