الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن ذبح الأضحية قبل وقتها لا يجزئ في كونها أضحية ولا ينال به الثواب، كما قال النووي في شرح حديث أبي بردة في تضحيته قبل الصلاة، وبناء عليه فقد كان يتعين عليك في هذا الوقت الذي أنعم الله علينا فيه بتوفر وسائل الاتصال أن تتصل بأصحاب الأضاحي حتى تخبرهم بالأمر ليتصلوا بالنصراني قبل فوات الأوان، وأما إذ لم يحصل ذلك فإن أصحاب الأضاحي قد فرطوا حيث لم يشترطوا الأمر على النصراني مسؤول المحل، وأما أنت فعليك أن تستفتي قلبك فالبر ما اطمأنت إليه النفس المسلمة السليمة من شائبة الهوى، فان كان الذابح نصرانيا أو يهوديا فلا حرج في ذبحه لأن ذبيحته تؤكل لقوله تعالى: وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلُّ لَّهُمْ .{المائدة5} وعليه فما كان لك أن تذبحها، وأما إن كان الذابح غير كتابي فلا شك أنه لو ذبحها لصارت حراما على المسلمين، ولكن الأولى بك لما ذبحتها وأنت تعلم أنها لاتجزئ في الأضاحي أن تخبر أهلها وتطلبهم السماح إذ ظاهر كلام أهل العلم أن غير المالك لو ذبح الضحية في وقتها ولم ينو أنها أضحية يضمنها للمالك.
هذا وننبه إلى أن بعض أهل العلم لا يرون مشروعية توكيل الكتابي في ذبح الأضاحي ومنهم المالكية وكرهه الأحناف، وقال بمشروعيته الشافعية والحنابلة.
والله أعلم.