الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
في البداية نشكر لك غيرتك على الدين، وبغضك للمنكرات، وحرصك على هداية المسلمين وحب الخير لهم.
ثم اعلم أن الله مظهر دينه ولا شك، ومعل كلمته ولو كره الكارهون، لكن قد جعل الله لكل شيء سببا، ومن أهم أسباب ذلك تكاتف جهود المسلمين حكاما ومحكومين. وأهم ما يجب على الدول الإسلامية والشعوب فعله في سبيل ظهور الدين وعودته ليحكم في واقعنا يتمثل فيما يلي:
1- العودة إلى دينهم عودا صادقا، وذلك بالكف عن المعاصي والإقبال على تعلم أحكام الدين، ومعرفة الحلال والحرام.
2- الالتفاف حول علماء الأمة الثقات الذين عرفوا بصحة المعتقد وسلامة المنهج.
3- الدعوة إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة ونشر الوعي الإسلامي بين جماهير المسلمين وكافة شرائحهم وإظهار وتوضيح محاسن الدين الإسلامي.
4 - تبيين حاجة البشرية الماسة إليه وإلى دولة الإسلام التي تهدي إلى الحق وبه تعدل وتقيم القسط وترفع الظلم.
5- جمع كلمة العاملين للإسلام وتوحيد صفوفهم ونبذ الخلافات التي بينهم ولمَّ الشمل، ثم التنسيق فيما بينهم في العمل حتى تتكوَّن بإذن الله تعالى قاعدة عريضة مقتنعة بهذا التوجه تكون راسخة القدم، واعية لما تقول وتفعل، ومتحلية بالحكمة والانضباط ؛ تستطيع أن توجه وأن تؤثر في المجتمع من حولها وتقوده إلى الإصلاح.
6- الدعاء الصادق بنصر المسلمين وكف شر أعدائهم وإبطال كيدهم وجعل الدائرة عليهم وجعل تدميرهم في تدبيرهم.
7- أن يتقن كل واحد عمله ويحسن أداء وظيفته وأن يعتبر نفسه على ثغر من ثغور الإسلام فلا يؤتى من قبله، وسينتج عن ذلك ولاشك استغناء المسلمين عن غيرهم من الكفار، ومن ثم يسدون عليهم أكبر أبواب التحكم فيهم وتوجيه سياساتهم بما يريدون.
8- تعود البذل والتضحية وتربية النشء على ذلك مع الصبر وطول النفس واليقين بوعد الله.
فإذا قام كل أحد بما يستطيع القيام به من هذه المسؤولية وبما تتيح له إمكانياته في موقعه بصدق وإخلاص لله تعالى وجد واجتهاد ومثابرة، فسيجعل الله بعد عسر يسرا وسينصر دينه ويعز جنده وأولياءه إن شاء الله تحقيقا لا تعليقا.
والله أعلم.