الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالواجب عليك أن تعلمي أمرين هامين :
الأول: أن طاعة وحق الأم عظيم ومقدم على حق الوالد فضلاً عن حق الزوجة، ولكن لا يعني ذلك أن تظلم الزوجة من أجل إرضاء الأم، وإنما على الزوج أن يقوم بحقوق أمه على أكمل وجه، وبحقوق زوجته كذلك. وعليه أن يقدم حقوق أمه ورغبتها عند تعارضها مع حقوق زوجته ورغبتها.
الثاني: أنك كما أن لك الحق أن تطالبي زوجك المقتدر بمسكن خاص بك لتنعمي بالاستقرار وراحة البال كما تقولين ؛ فإن لزوجك الحق أيضا في أن يرفض طلبك ويختار الطلاق طلبا لرضا أمه، وليس في هذا ظلم لك، وإنما هو استعمل حقا مشروعا له وما يراه واجبا عليه.
والذي ننصحك به الصبر على أم زوجك، وإعانته على بر أمه، فلك بذلك أجر عظيم ؛ بل أجران إن شاء الله : أجر إرضاء زوجك وأجر إعانته على الطاعة.
ولتعلمي أن من قدم الإحسان جوزي بالإحسان ، ولا يدري المرء دوائر الأيام وتقلب الأحوال فقد تكونين أنت في يوم ما في مثل ظروف هذه الأم. فعليك الحكمة في التصرف وعدم الغضب والانفعال واحتساب الأجر من الله.
والله أعلم.