الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقبل الإجابة على سؤال السائل نود أن ننبه إلى شيء يخطئ فيه الكثير ، وهو قول السائل: أرجو من الله ومنكم ، وهذا يعد من الشرك الأصغر ، فقد روى النسائي وصححه عن ابن عباس أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: ما شاء الله وشئت ، فقال:" أجعلتني لله نداً؟" بل ما شاء الله وحده.
والاقتصار على قولنا:" ما شاء الله وحده" مرتبة الكمال، كما قال صاحب فتح المجيد على شرح كتاب التوحيد ، ويجوز أن تقول: ما شاء الله ثم شئت ، وأرجو من الله ثم منكم ، لحديث قتيلة بنت صفي الأنصارية أن يهودياً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إنكم تشركون!! تقولون: ما شاء الله وشئت ، وتقولون: والكعبة. فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم إذا أرادوا أن يحلفوا أن يقولوا: "ورب الكعبة" ، وأن ويقولوا: "ما شاء الله ثم شئت" رواه النسائي وصححه ، ورواه أحمد في المسند ، وصححه الألباني.
والفارق أن الواو تقتضي المشاركة بالتساوي ، وثم تقتضي المشاركة بالتبع ، فمشيئة العبد تابعة لمشئية الله ، كما هو معتقد أهل السنة والجماعة ، ودليله قول الله تعالى: (لمن شاء منكم أن يستقيم *وما تشاؤن إلا أن يشاء الله رب العالمين)[التكوير:29]
أما قراءة المأموم للفاتحة في الصلاة الجهرية ، فقد سبق بيان الخلاف فيها تحت الرقمين:
1637 2281
وعلى القول بأن المأموم يقرأ الفاتحة فإنه ينصت بعدها لقراءة إمامه ولا يقرأ شيئا غيرها.
وأما الصلاة السرية فإن المأموم يقرأ الفاتحة وما تيسر من القرآن.
والله أعلم.