خلاصة الفتوى:
لا يشترط في توبة المقترض بالربا أن يتخلص من جميع آثار القرض، وليس لاستفادته مما كان قد اكتسبه من سمعة وخبرة وتجربة في عمله السابق تأثير على صحة التوبة.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فليس من شك في أن ما قمت به من الاقتراض بالربا يعتبر ذنباً كبيراً، فقد قال الله تعالى: الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ {البقرة:275}، وتوعد الله بالحرب متعاطيه إن لم يتركه ويتوب منه، قال تعالى: فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ {البقرة:279}.
وشروط التوبة هي الإقلاع عن الذنب والندم على فعله والعزم أن لا يعود إليه، وليس من شروطها التخلص من الأموال والممتلكات التي تُحُصل عليها من هذا القرض، وإنما يكفي عقد العزم على أنك لن تعود إلى الربا أبداً، ومن هذا تعلم أنك لست مطالباً ببذل جميع ما تملكه من التجهيزات والسلع والمال والديون لجمعية خيرية أو لجهة أخرى.. ولكنك إذا فعلت فعسى أن يكون ذلك دليلاً على حسن توبتك، ويكون لك فيه أجر ودرجات عند الله.
وأما ما اكتسبته من خبرة وسمعة وعلم خلال عملك الأول، فإنه لا تأثير له -إن شاء الله تعالى- على توبتك، ويجب أن تبعد عنك مثل هذه الشكوك والوساوس فإنها من الشيطان يريد بها إتعابك وتكدير صفو العيش عليك.
والله أعلم.