الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا يستجاب الدعاء إذا كان فيه اعتداء أو قطيعة رحم. قال تعالى: ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ {الأعراف:55}
ولا شك أن الدعاء على المسلم لمجرد خلاف في الرأي المعتبر أو لمجرد اختلاف وجهات النظر من الظلم ، وعليه فإذا دعا أحد على أحد بغير حق كان هو الظالم، ولم يستجب الله له، كما ورد في الحديث الذي رواه مسلم وغيره: لا يزال يستجاب للعبد مالم يدع بإثم أو قطيعة رحم. وراجعي شروط إجابة الدعاء في الفتوى رقم: 2395.
فأما إن كان هذا الدعاء بحق كأن يتضمن مخالفتك لغيرك ظلما ونحوه فهو مأذون له في الدعاء، وقد يستجاب له إلا أن يشاء الله غير ذلك.
جاء في تفسير الطبري عن ابن عباس في تفسير قوله تعالى : لا يحب الله الجهر بالسوء من القول : يقول : لا يحب الله أن يدعو أحد على أحد، إلا أن يكون مظلوما، فإنه قد أرخص له أن يدعو على من ظلمه، إلا من ظلم وإن صبر فهو خير له. انتهى
وفي الحديث الصحيح أن دعوة المظلوم مستجابة، وأنه ليس بينها وبين الله حجاب.
والله أعلم.