الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فعلى زوجك أن يتوب إلى الله تعالى توبة نصوحا من مراسلته لتلك المرأة الأجنبية عنه واتصاله بها، وإن كان حصل بينهما خلوة أو مباشرة فذلك أشد إثما وأعظم وزرا، وقد أغناه الله بزوجته عن الحرام فليتعفف بها ولا يتبدل الخبيث بالطيب. وما ذكرت من ندمه على ذلك يدل على صدق توبته وإقلاعه فينبغي أن تسامحيه وتنسي زلته، فالمرء قد يخطئ لكن إن صدق في التوبة فذلك يمحو الزلة والخطأ ولو ترك كل شخص وقع في الخطأ لما استقام أمر لأن الإنسان عرضة للخطأ ولله در القائل:
إذا أنت لم تشرب مرارا على القذى * ظمئت وأي الناس تصفو مشاربه
ومن ذا الذي ترضى سجاياه كلها * كفى المرء نبلا أن تعد معايبه
وإذا نظرت في الجوانب المضيئة في حياتكما وحرصه على إسعادك والتحبب إليك فإن ذلك حري بأن ينسيك خطأه أو يعينك على ذلك، وينبغي أن تنظري في السبب الذي جعله تتطلع نفسه إلى غيرك، فأحسني التبعل والتجمل له والتودد إليه فذلك مما يعين على حبس نظره عليك وتعففه بك. وللمزيد انظري الفتويين: 21254، 77777.
والله أعلم.