الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإطالة السجود أوالركوع أوالقيام بعد الركوع في صلاة النافلة كلها أمورفيها مزيد أجر ومثوبة، ولم نقف على قول لأهل العلم مشتمل على بيان الحد الأقصى للركوع أو السجود.
قال النووى في المجموع : القيام والركوع والسجود والتشهد أركان طويلة بلا خلاف فلا يضر تطويلها . انتهى.
وقال رحمه الله: تطويل القيام أفضل من تطويل الركوع والسجود لحديث جابر { أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل أي الصلاة أفضل ؟ قال طول القنوت } رواه مسلم , والمراد من القنوت القيام , وتطويل السجود أفضل من تطويل باقي الأركان غير القيام لحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : { أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد } رواه مسلم . وقال جماعة من العلماء : تطويل السجود وتكثير الركوع والسجود أفضل من تطويل القيام , حكاه الترمذي والبغوي في شرح السنة لقوله صلى الله عليه وسلم : { أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد } وقوله صلى الله عليه وسلم : { عليك بكثرة السجود } رواه مسلم . وقال بعض أصحابنا به , وتوقف أحمد بن حنبل في المسألة , ولم يقض فيها بشيء وقال إسحاق بن راهويه: أما في النهار فتكثير الركوع والسجود أفضل , وأما بالليل فتطويل القيام أفضل إلا أن يكون للرجل جزء بالليل يأتي عليه فتكثير الركوع والسجود أفضل لأنه يقرأ جزأه ويربح كثرة الركوع والسجود قال الترمذي إنما قال إسحاق هذا ; لأنهم وصفوا صلاة النبي صلى الله عليه وسلم بالليل بطول القيام ولم يوصف من تطويله بالنهار ما وصف بالليل . دليلنا على تفضيل إطالة القيام حديث { أفضل الصلاة طول القنوت } ولأن المنقول عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه { كان يطول القيام أكثر من الركوع والسجود } ولأن ذكر القيام القراءة وهي أفضل من ذكر الركوع والسجود. انتهى.
وقال الشوكاني في نيل الأوطار : والحديث يدل على أن القيام أفضل من السجود والركوع وغيرهما , وإلى ذلك ذهب جماعة منهم الشافعي كما تقدم وهو الظاهر ولا يعارض حديث الباب وما في معناه الأحاديث المتقدمة في فضل السجود , لأن صيغة أفعل الدالة على التفضيل إنما وردت في فضل طول القيام , ولا يلزم من فضل الركوع والسجود أفضليتهما على طول القيام. انتهى.
والله أعلم.