الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن العفو عن الظالم والدعاء له بالاستقامة على الطاعة والبعد عن المعاصي والظلم أفضل من الدعاء عليه، ويحسن دفع إساءته بالإحسان مع التحصن والتعوذ منه، ويجوز الدعاء بدفع شره فتقول: اللهم اكفنيهم بما شئت، اللهم إنا نعوذ بك من شرهم، اللهم خذ لي حقي منهم، كما يجوز الدعاء بأن يحصل لهم من الشر مثل ما أصابوك به.
وأما الدعاء عليهم بما هو أعظم من ذلك فلا ينبغي لأن المظلوم إنما يشرع له رد العدوان بمثله، لقوله تعالى: وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا {الشُّورى:40}.
وأما الدعاء بما هو أعظم فيخاف عليه أن يكون من الاعتداء، فقد روي عن الإمام أحمد أنه قال: الدعاء قصاص.
ومن المعلوم أن القصاص لا يجوز فيه الاعتداء، وقد ذكر الخادمي في بريقة محمودية أن الدعاء على الظالم يجوز بقدر ظلمه ولا يجوز الاعتداء.
وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 31768، 24757، 31185، 11808، 52419، 54580.
والله أعلم.