الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقبل الرد على سؤالك، نريد أولا أن نزيدك معرفة بنظرية دارون المعروفة بنظرية النشوء والارتقاء أو بنظرية الانتخاب الطبيعي، ولك أن تراجع فيها فيما قيل عنها فتوانا رقم: 4755.
وما فعلته من الامتناع عن كتابة الجملة المذكورة هو الصواب، لأنها تشتمل على منكر يجب إنكاره حسب الاستطاعة.
وفيما يخص تعاملك مع زملائك المذكورين، فينبغي أن تحرص في تعاملك على دعوتهم إلى الإسلام وتعريفهم به، ويمكنك أن تنتهز الكلام عن بطلان نظرية النشوء والارتقاء ضمن الدعوة إلى الله.
ولتكن دعوتك لهم بتوخي الحكمة والجدال بالتي هي أحسن واختيار الكلمات المؤثرة، كما قال تعالى: ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ {النحل:125}
واعلم أنك إن وفقك الله إلى أن تكون سببا لهداية بعض هؤلاء فإنه يكون لك بذلك خير كثير، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لأن يهدي الله على يديك رجلا خير لك من أن يكون لك حمر النعم. متفق عليه.
واصبر واحتسب فيما يصيبك من أذى فإنك مأجور بكل ذلك.
والله أعلم.