الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن قول القائل لو لا الطبيب لما شفي ابني وإسناد الشفاء والرزق للخلق يعتبر من الشرك الخفي وهو نوع من الشرك الأصغر، فقد روى ابن أبي حاتم بسند جيد عن ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير قوله تعالى: وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا لِّلّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ {البقرة:165}، قال: الأنداد هو الشرك أخفى من دبيب النمل على صفاة سوداء في ظلمة الليل وهو أن تقول والله وحياتك يلا فلانة وحياتي وتقول لولا كلبة هذا لأتانا اللصوص... انتهى. وفي المسألة تفصيل ذكرناه في الفتوى رقم: 16150.
وأما تقديم المصالح الدنيوية على الأوامر الربانية فلا يصل درجة الشرك، ولكن التفريط في الأوامر يدل على ضعف إيمان العبد، ومن العلماء من كفر تارك الصلاة عمداً، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 103984.
والله أعلم.